إعدام ” الأنصار”

 حديث المدينة – ماجد الصقيري

 

قصة أقرب في إثارتها من أفلام السينما عاشتها المدينة المنورة وهي تستمع لحكم غريب يقضى بإعدام مستشفى ويحوّل صرحا علاجيا داوى في أمسه أوجاع مرضى وقدم شهادة العافية لكثيرين.. قصة لا تسمع فيها للضحية صرخة ..هكذا هي المباني لا تملك حق الصرخات.

الحكاية بدأت بشرخ طولي مس جدرا جانبيا بمستشفى أنصار المدينة لا يتعدى أمتار. شرخ أجمع العارفون بعالم البناء على ضعف تأثيره وإمكانية علاجه وإعادة الجدار مرة أخرى لسابق عهده القوي والمتماسك ووصفه آخرون بوجع رأس بسيط أصاب جسد ولكن ما أسرعها المطرقة التي داوت الألم بتحطيم الرأس.

تناسى الكلّ في لحظة كيف ساهم الصرح العلاجي – الأقرب لخُطى المرضى – في مداواة أوجاع آلاف من الزوار والمعتمرين؟ وكيف احتضن بحبّ الكوادر النادرة – أطباء وموظفين – ؟وكيف امتلأت صالاته بأجهزة تخطت أرقامها سقف الملايين؟ وكيف حوى أكبر مركز للطوارىء يخدم المرضى على مدار الساعة؟

تجرأ الكل على تاريخ المكان ولم يبك على إعدامه إلاّ عشاقه وزواره ممن يثقون في عافيته وسلامته وقدرته على الاستمرار و إكمال المشوار.

الأجهزة الحديثة بالأنصار تفرق دمٌها بين المستشفيات وانتقلت – جبرا – إلى قبر المستودعات كما ذهب الأطباء كلّ إلى طريق مختلف أما المرضى فلا تسأل أين يذهبون؟ فلقد ضاق بهم بساط العلاج بالمدينة المنورة وناداهم الزحام من جديد ليقفوا في الطوابير المتراصة من أجل حبّة دواء.

همس المجالس يدور والأسئلة تتسابق على ألسنة الجميع. لماذا البتر إذا كان بمقدورنا علاج الساق؟ لماذا الهدم ونحن نشكو ندرة دور العلاج في المدينة؟ لماذا نوقف نبض المبنى واللجان منحته إشارة الحياة الخضراء؟

الاستئناف ورقة أخيرة .. فهل تنبري لجنة منصفة كي تقدم للأنصار قرص العافية ؟ هذا هو السؤال.

المدينة تنتظر مصير الأنصار  .. إما حياة جديدة  أو ركام وأطلال.

لمشاهدة الفيديو

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟