العائد من الموت

كورونا تكتفي بـ 10 كيلو من وزنه وتبيّن معادن أصدقائه

 تحليل مضمون: أبرار نافع

 

وسط خزعبلات مواقع التواصل التي لايروق لي الولوج في عالمها وتتّبع أخبارها توقفت عند قصة كتبها هاشم الجحدلي ووضع لها عنوان ” العائد من الموت ” ورغم عدم معرفتي بكاتب القصة إلا إنني لمست بين سطوره بساطة حرف وصدق محتوى حتى أنني أكملت القراءة للنهاية.

ولكوني صحفيّة استطعم مذاق الحرف المكتوب وأتوقف طويلا أمام عٌقد الحكايات راق لي أن أحلل حكاية الجحدلي وأتوقف أمام محطات اللهو والثبات والضعف والإيمان بالقدرية التي عاشها واستعادها على مواقع التواصل

من الخميس للجمعة

بدأ الكاتب قصته باستعراض سريع لحياته التي جمعت بين المغامرة والجنون والصخب واللهو وكثير من القيم والمبادئ ومن بعد انعطف إلى أيام وصفها بالذهبية قضاها في دبي مزج خلالها بين الحب والعمل وجلسات المقاهي ورفقة الجميلات – وفقا لوصفه -ثم عاد ليحكي عن ” الخميس الفارق وانتظار الدقائق المملة أمام السوبر ماركت ومن ثم النوم

ومن بعد هذه الاستهلالية غير الصادمة قدم لنا الجحدلي ” عقدة حكايته والمتمثلة في احساسه بمظاهر إصابته بكورونا وحالة الارباك النفسي التي عاشها وأسرته. تحدّث عن البرد والألم بالرئتين والعطاس والسعال الجاف واصفا هذه الأعراض بالاختبار التاريخي في حياته

السبت الحزين

روى  الجحدلي مرارة السبت الحزين والخوف الذي ملأ دواخله من جراء إصابته بالمرض المميت وتفضيله العزل المنزلي واكتفائه بالوصفات العادية للمقاومة ومخاوفه من أن يفتك كورونا به وحرصه البالغ على زوجته وأولاده حتى أنه طلب منهم عدم الاقتراب من الدور الأرضي الذي ينام فيه واستخدام كل وسائل التعقيم.

كتابة الوصيّة

اقترب شبح الموت من الجحدلي حتى بدا فكر في كتابة الوصية لأبنه يدون فيها ماله وما عليه من التزامات ورغم الخوف والفزع الذي عاشه إلا انه ابتسم لرد ابنه عليه وهو يسرد له التزاماته وعلاقاته واسماء رفقائه فاذ بالأبن يرد قائلا: هل كل هذه الحياة عشتها يا أبي وكل هؤلاء عرفتهم وتلوموني أنا على أصدقاء السوء !!!

الأحد وفيروز

واصل الجحدلي مع صباحات الأحد سماع صوت فيروز واستعادة رحلة الأصدقاء والصديقات والأحباب والحبيبات ممن شابت علاقته بهم الكثير من المواقف الملتبسة وبدأ في كتابة رسالة جماعية ومن ثم ارسالها إلى خمسة أحباب وست حبيبات وكيف جاءته الردود الايجابية من البعض فيما اكتفى آخرون بالمؤازرة وتجاهل البقية أوجاعه.

تعافي هاشم الجحدلي من كورونا -حسبما جاء في قصته –  ولم يخسر الا 10 كيلو جرام من وزنه بسبب الارتجافة والقلق والخوف.

كورونا اكتفت من الجحدلي بـ 10 كيلو جرام ولكنها بينت لها معادن الصحبة والرفقة من وقف بجواره وقت الأزمة ومن تجاهل مصابه ولم يكترث برسائله.

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟