لا داعي للقلق

بقلم: سمية جلون

 

من أين أبدأ؛ والعالم حولي يدور في دوامة عراك نفسية وهلع مروع، وكأن ماحدث هو الفزع الأكبر.
ماذا أستطيع أن اكتب ومشاعري تغرق في الحسرة على من حولي كونهم في حالة الاستسلام للشائعات والإنحناء أمام التهديدات من كائن غير مرئي هز العالم كله.
ماذا أقول عندما نجد أن من يحرص على سلامته وعائلته داخل بيته يصنف تحت فئة الجبناء، ومن يدعو إلى نشر الشائعات والبلبلة حوله ليبرر خوفه هو البطل.
حالات استنفار وهلع غير مفهومة في جانب من العالم، وحالات تمشي في الأرض مرحاً من جانب العالم الأخر، حيث أنه في صميم هذه الدوامة تداخلت مفاهيم الوقاية من فايروس كورونا الجديد مع مفاهيم الحذر من الشائعات ومفاهيم تعليق الدراسة في المنشآت التعليمية مع مفاهيم العادات المجتمعية أو نمط الحياة اليومي في المجتمع والذي أدى إلى إثارة الفوضى في أماكن التجمعات والمرافق العامة وكأنك يا أبو زيد ما غزيت؛ مع مراعاة أننا جميعاً في نفس الزمن الذي يقوم فيه جنودنا الأبطال في مراكز الرعاية الصحية بالعمل والجد وبأخذ الاحتياطات وتقديم كل ما في وسعهم لتوفير الوقاية الممكنة والحفاظ على أرواحنا كأمانة حقيقية.
والجدير بالذكر أن الفرق بين الفئتين هو أن أجسادهم هي التي تنفذ أوامر أفكارهم والتي مصدرها الأساسي قلوبهم، وإلا لما لبث قلب يمضي بقدميه خطوة إلى الموت في ساحات المعارك الصحية.
وأهم ما يثير التسأول في وضعنا العالمي الحالي: أين موقع قلبك أيها الإنسان من إعراب هذا الهلع؟
هل أنت هلوعاً أم جزوعاً أم منوعاً.. أم أنك من المصلين كما وصفهم الله عز وجل في سورة المعارج؟
اللهم اجعلنا نسعى لبلوغ درجة المصلين وثبتنا يا الله عليها بالنية الصالحة والقول والعمل.. كما قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اللهم يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)..
فلا عذر حينها لأن نفزع من شيء وقد سبقت رحمته كل شيء.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟