
مزارع المدينة .. حافظة النخل والذكريات
«ذات نخل».. اسم التصق بالمدينة لكثرة بساتين نخيلها
الحيطان والقيلات والخيوف أبرز أسمائها القديمة
بستان سوالة ومزرعة عثمان بن عفان أشهرها تاريخيا
مشاريع تطويرية للمزارع تعزز مكانتها وتعيدها للواجهة
تيزار
مزارع وبساتين في المدينة المنورة أكسبها التاريخ وهجا، بعضها تحدّى الزمن، فيما اندثر أكثرها بتأثير العمران، وبقيت أيامها التي يستظل بذكرياتها أهل المدينة وزوارها حتى اليوم.
وتشتهر المدينة المنورة -عبر التاريخ- بكثرة مزارعها، وبساتين نخيلها التي يمتد عمر البعض منها إلى أكثر من مائة عام، ومن أشهرها بستان سوالة الذي كان يمتلكه الصحابي عبدالرحمن بن عوف ولا يزال غنيا بنخيله حتى اليوم، ومزرعة عثمان بن عفان التي تمثل أحد أهم المعالم التاريخية القديمة والأثرية في المدينة المنورة، وحازت شرف أن تكون أول وقف في تاريخ الإسلام؛ لبئرها العذبة التي أوقفها الخليفة عثمان للمحتاجين، وغيرها؛ كالحائط بالعوالي الذي غرس فيه الرسول الكريم النخل لعتق سيدنا سلمان الفارسي.
وتحمل مزارع المدينة التاريخية أسماء عدة، أبرزها الحيطان والقيلات والخيف والبساتين، والتي صنعت في زمانها تاريخا لا يبرح الذاكرة، وتأصيلا لمكانتها تولي الجهات المعنية في المدينة المنورة المزارع التاريخية جل الاهتمام؛ سعيا للانتقال بها لوجهة محفزة للزيارة من قبل الحجاج والمعتمرين ومنطقة من مناطق الجذب السياحي.
ويعد النخيل القاسم المشترك في كافة مزارع المدينة وبساتينها، حتى عدّ علماء التاريخ «ذات نخل» اسما من أسماء المدينة المنورة، كما يتوق بعض الحجاج -خلال زيارتهم المدينة- للقيام برحلات خاصة لمزارع النخيل الموزعة في المدينة المنورة لقراءة تاريخها القديم والاستماع لحكاياتها.
وتؤكد المصادر أن أغلب مساحات طيبة الطيبة كانت مغطاة بالبساتين، أو ما كان يطلق عليه بالخيوف، ومنها خيف البركة، خيف الأغوات، خيف الزهرة، خيف الصدقة، خيف الهريسية، وخيف الطيارية.. وغيرها، إضافة إلى الخيوف في قربان والعوالي وقباء.