رحل القاري وأبناؤه الثلاثة

أئمة الحرم وقباء

تيزار

رحلوا تباعا، وفارقوا الحياة في سنوات متقاربة، مخلّفين وراءهم قصة ذات فصول ومشاهد لا تنساها المدينة المنورة.

أربعة من عائلة القاري، عاشوا معا في بيت القرآن، وارتبطت أيامهم بالمسجد النبوي الشريف، عشقوه رحابا، وكلفوا بالإمامة فيه، وصنعوا بتعاملاتهم السمحة سيرة ذات وهج لا ينطفئ.

ومع توافق الأب وأبنائه الثلاثة في النهج والسلوك والتعاملات، جاء الرحيل ليروي لنا حكاية توثّق الارتباط الوجداني، وكأن كل واحد منهم يرفض فراق الآخر وينشد -سريعا- اللحاق به.

خمس سنوات أو تزيد قليلا، وتحديدا من ألفين وسبعة عشر حتى ألفين وثلاثة وعشرين، كانت السنوات الفاصلة بين رحيل أفراد عائلة القاري، بدءا بأحمد، مرورا بالأب، ومن بعدهما محمد ومحمود القاري.

ودّع الأربعة الحياة برفقة الأنيس الذي ينير ظلمة القبور، فارقونا بعد أن أدّوا الأمانة كاملة، وتركوا -بأصواتهم وعلومهم- رصيدا لا ينفد من ذاكرة المصلين.

القرآن، الأخلاق، الإمامة، والحرم.. قواسم مشتركة جمعت بين الأربعة الراحلين، حيث تناغمت خصالهم، وتوافقت مهنهم، وكان المسجد النبوي الشريف مكانا يشهد بعظيم ما قدموه من أثر في رحلة الحياة.

رحيل الأربعة عن الحياة ليس غيابا، فلكل واحد منهم بصمة وسيرة وصوت ترفض السفر عن عالمنا، ولكل واحد أمانة في أعناقنا أن نردّ له الفضل بدعوة في صلاة بأن يحتفى بهم الرحمن في جنات النعيم.

رحم الله الأربعة، وأثابهم بقدر ما قدموا، وأثاب ذويهم فضل الصبر والاحتمال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟