
رياضتنا وغياب الاتصال التسويقي
د. فهد الجهني
تعد الرياضة من أكبر المقومات الاقتصادية عالميا، وتحولت معظم الرياضات -مع التطور- من كونها نشاطا يمارسه الهواة ويقدم في صورته النهائية كمنتج لإمتاع الجماهير، إلى صناعة تبنى على أسس وخطط عمل تشمل العديد من المهام، يأتي من أهمها التسويق والترويج الإعلامي، وبلغة الأرقام فإن المصروفات والإيرادات على هذا القطاع تقدر بالمليارات وبزيادة طردية.
والحديث يأخذنا نحو الإعلام الرياضي ودوره عبر وسائله المختلفة، التي لها من الإمكانيات الشيء الكثير، ولها من القدرات ما يجعل منها الوسيلة الفعالة التي تحدث التغيير المنشود في المجتمع الرياضي؛ شريطة أن يتم توظيف المختصين واستغلاله على أسس صحيحة، عبر مساراته البصرية والسمعية والمقروءة إلكترونيا، وتسخير قوة السوشل ميديا في الترويج والإشهار.
ومن الطبيعي، هنا، أن يأتي دور فريق العلاقات العامة ليقوم بدوره بما يتناسب مع مقدرته المادية، وما يلائم المناسبة والجمهور المستهدف.
وهنا، لا بد من حسن اختيار الجمهور الذي تتم مخاطبته وسهولة الوصول إليه؛ فعلى سبيل المثال هناك برامج إذاعية وتلفزيونية موجهة إلى جمهور كرة السلة أو جمهور رياضة الفروسية، وهناك مواقع على الإنترنت خاصة برياضة كرة القدم، وإصدارات إلكترونية خاصة بكرة الطائرة… وهكذا، وعبر هذه القنوات تتم تغطية مساحات واسعة ومخاطبة قطاعات كبيرة من الجماهير.
أما ما يخص دور الإعلام في التسويق الرياضي -وهذا الأهم- بغرض تحفيز الحضور الجماهيري للمباريات الرياضية مثلا، سواء من الملاعب، أو من خلال التلفاز، أو حتى من خلال وسائل الإعلام الأخرى من صحف إلكترونية وسوشل ميديا وإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام، دفع بالكثير من رجال الأعمال والشركات التجارية الكبرى للاستفادة من الرياضة، وهنا تكمن لعبة التسويق الإعلامي الناجح في المجال الرياضي.
ورغم ما شهده الإعلام الرياضي من قفزات واسعة خلال العقود الأخيرة في مجال الدعاية والتسويق، ورغم تنوع وتطور الوسائل الإعلامية في الرياضة، مما كان له الأثر الكبير في إبراز المسيرة الرياضية، وبالتالي وجدت الشركات التجارية (الذكية) أن أفضل وسيلة إعلانية هي من خلال الإعلام الرياضي، حيث وجدت أن ارتباط المنتجات التجارية بالرياضيين المشهورين، أو الأندية المشهورة، له تأثير أكبر بكثير من الوسائل الإعلامية التقليدية.
فالإعلام الرياضي الفعال هو الذي يعطي مساحة للشركات الداعمة أو المسوقة، ويقدم مصداقية أكبر لتلك الشركات، ويترسخ في عقول الجماهير لمدة أطول.
ومع ذلك، أكتبها -بكل أسف- أن الكثير من أنديتنا لا تزال بعيدة عن تشجيع الشركات الراعية، فهي تتحفظ في كثير من الأحيان عن ذكر الشركات الراعية أو الشركات المسوقة، مما أبعد الكثير من الشركات عن السوق الرياضي، وأوقفها عن الدعم للاتحادات والأندية واللاعبين.
ختاما.. غالبية أنديتنا -وهذه حقيقة- تحبو في مجال الاتصال والتواصل المثمر، ودور المراكز الإعلامية في الأندية يتلخص فقط في رصد صور وأخبار الرئيس والإعلان عن المباريات والنتائج، وللخروج من التقليدية العقيمة هذه لا بد من أن يتوجه العمل إلى التركيز في مهمة الاتصال التسويقي، حينها تحدث النقلة والتغير وتتحقق المكتسبات.