عُزلت الفنون فظهر المبدعون

بقلم: يوسف فارسي

 

جبرتنا جائحة كورونا على العزلة وحالت بيننا وبين الانطلاق؛ ومع قسوتها لم تستطع أن تحكم على  الفن بعزلة مثيلة.. هذه هي الحقيقة فالرسم أو كما يسمونه طائر البهجة والسعادة يرفض الأسر بين الجدران ولا تروق له الحياة إلا مغرّدا.

كسر الفن كل الأسوار وحطّم القيود ودعا مبدعي المدينة المنورة لإيقاظ المارد داخلهم وتقديم إبداعاتهم الجميلة من المنازل ونشرها على وسائل التواصل ليسمع العالم صوتهم – ولأول مرة – مرسوما بالريشة والألوان.

تجاوب الكل لدعوة #فنك_في _بيتك – بشكل فاق المتوقع والمنتظر وتنافسوا ليضعوا المدينة المنورة – مهد الثقافة والفنون – على الواجهة من جديد ويوجهوا أعظم رسالة للمجتمع عنوانها ” فن المدينة لا يعرف العزلة”

وفي رأيي أن ما قدمه شباب المدينة وفتياتها هو أعظم أشكال الانتصار حيث جعلوا من اللون لسانا بديلا يتكلم بمفردات الإبداع ويرسل لكل بيت رسائل الفرح والسعادة.

فنك في بيتك.. حققت أهدافها منذ الساعات الأولى لانطلاقها ليس لأنها تناغمت مع حلم كل شاب وفتاة ودعته ليرسم حلمه على الورق بل لأن المجتمع كان منتظرا بشوق لهذه اللحظة الفنية المدينية التي ينتصر فيها المبدعون على العزلة ويستثمروا الوقت في تقديم الفن الجميل.

فنك في بيتك مبادرة وراءها فرسان لونوا الحياة بالأحمر والأخضر ورفضوا أن يستحوذ الوباء بسوداوية لونه على الأيام حتى ولو كنا نعيشها بين حوائط البيوت، إذ جعلوا من بيوتهم منابر لروح المشاركة ووحدة الجهود وحماس المشاركين ونشر روح الفريق الواحد ولسان حالهم يقول أغلقنا الأبواب لكي تفتح لنا الآفاق مستقبلا بإذن الله

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟