مسحة

بقلم: ماجد الصقيري

لم تأخذ كلمة حظّها من الدوران في المجالس والانتقال على الألسنة في 2020مثلما أخذته “مسحّه” ولم تٌسجل مؤشرات جوجل مفردة نالت مرتبة متقدمة في البحث والتساؤل والقراءة والاطلاع في ذات العام مثل ما حازته مسحة أيضا.

وعلى الرغم من الظلال التي تحملها مفردة الأربعة أحرف لدى الأكثريّة والتي لا تخرج عن الهلع والخوف والترقّب تبقى لمسحة قصّة جميلة لها شخوص ومسرح وحبكّة درامية ونهاية سعيدة. قصة أبطالها دولة ورجال دولة ومسرحها وطن ونهايتها وباء راحل غير مأسوف عليه.

• مسحة أكدت لنا مقدار الرعاية والعناية التي توليها المملكة لمواطنيها والمقيمين على أرضها وبيّنت لنا حجم الرهان على السلامة والعافية مهما أنهك الرهان خزائن الاقتصاد.
• مسحة أظهرت لنا وجه الأبطال ممن رسموا استراتيجيات المواجهة والحصار بدقة بالغة وضيّقوا الخناق على الوباء وحالوا بينه وبين الانتقال من منطقة لأخرى.
• مسحة قربت لنا صورة الكوادر الطبية ممن واجهوا الوباء بسيف العلم والاحترافية وواصلوا الجهد والعمل -ليل نهار-من أجل سلامة الجميع.
• مسحة قدّمت لنا الوعي المجتمعي هديّة وأظهرت مقدار الإحساس بالخطر الذي تملك كل مواطن مواطنة حتى أصبح الكل يبادر لمراكز الفحص لحماية نفسه والآخرين.
• مسحة: أعلت من المسئولية المجتمعية والتكافل بين أبناء الوطن الأمر الذي تجلّى في حرص الكل على الجميع من خلال الالتزام بكل اجراء احترازي ووقائي.
• مسحة علمتنا فنون التعامل مع الأشياء مهما صغر حجمها والتي قد تٌصدّر لنا الأوبئة المٌميتة دون أن ندري.

مسحة ليست قصة هلع في 2020. لاتقرأوها بعين الخوف بل بعين الإعجاب بما أظهرت وقدّمت وعلّمت أيضا.
لا أنكر أن حبكتها مٌخيفة ومٌرجفة للقلوب ولكن ما أجملها إذا طالعنا في مشاهدها المعاني والدروس وتوقفنا أمام وجوه الأبطال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟