أسود الأطلس ومشوار الجدارة

تشهد بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، والتي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، الكثير من المفاجآت التي رافقت مشوار المنتخبات خلال مشاركتهم في المونديال، والجميع شاهد منتخبات كبرى غادرت، وأخرى كانت تتذيل قائمة الحسابات الفنية والتوقعات المنطقية، ومع ذلك واصلت تجاوز الأدوار الإقصائية.

ولم نعد نرى منتخب ألمانيا العريق، ولا نجوم التانغو البرازيلي.. والقائمة تطول، فيما جاءت المنتخبات العربية خاصة (السعودية، تونس) في أفضل حالاتها، وقدمت مستويات مشرفة كان بإمكانها أن تؤهلها للوصول لأدوار أبعد في البطولة، في الوقت الذي لم يظهر فيه المنتخب القطري بشكل لافت رغم أنه أكثر الفرق استعدادا للبطولة.

ويتصدر المشاركة العربية -نتائج وحضورا- منتخب المغرب (أسود الأطلس)، والذي تمكن من التغلب على بلجيكا، ومن بعدها أقصى إسبانيا، وواصل المسير بكسر هيبة كريستيانو ورفاقه وتجاوز منتخب البرتغال، والصعود إلى دور نصف النهائي بجدارة واستحقاق -أداء ونتيجة، وبذلك حقق المنتخب المغربي أسبقية أول منتخب عربي يصل إلى الدور ربع النهائي، بعد نجاح المهمة في دور المجموعات، كما يعتبر أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ الدور نصف النهائي.

ومع كل ما سبق، ورغم هذا الكم من المفاجآت والمفارقات، قال رئيس اتحاد الفيفا إنفانتينو إن هذه النسخة من المونديال تعد الأفضل على الإطلاق، باعتبار أن النتائج غير المتوقعة حضرت في هذه النسخة بشكل لافت مقارنة بكل البطولات السابقة.

وذهب الكثير من خبراء الكرة إلى أن التقليل من أهمية المنافس كان العامل الرئيس في مغادرة منتخبات كبرى للبطولة، في وقت برهنت منتخبات خارج التوقعات استعدادها الجيد وإصرارها على مواجهة المنتخبات الكبرى وإقصائها، الأمر الذي يؤكد أن كرة القدم مرتبطة بالعطاء في الميدان والنتائج، لا بهيمنة المنتخبات وتاريخها.

ومع وصول البطولة إلى المنعطف الأخير، يترقب عشاق كرة القدم مواجهتين ناريتين لمنتخبات لا ترى أمامها سوى الوصول إلى النهائي، حيث يلتقي في العاشرة من مساء اليوم الثلاثاء منتخب كرواتيا ونظيره الأرجنتيني على ملعب لوسيل، فيما تنتظر الجماهير العربية -بشوق- اللقاء الكبير الذي سيجمع منتخبنا العربي المغربي (أسود الأطلس)، في العاشرة من مساء غد الأربعاء، بنظيره منتخب الديوك الفرنسي (المرشح الأقوى للبطولة)، ويعتمد منتخب المغرب على جهود وخبرة لاعبيه المحترفين، ومنهم النجم حكيم زياش وأشرف حكيمي ونصير مزراوي، وبراعة الحارس الفذ والمنقذ ياسين بونو.

وبالنظر لمواجهة اليوم، نجد أن منتخب كرواتيا يواصل حضوره المونديالي بعد أن نال وصافة بطل العالم 2018. ومن قراءة فنية ومتابعة، أجد أن منتخب كرواتيا أفضل فريق يمتلك ميزة الاستحواذ على الكرة لفترة طويلة بقيادة نجمه الكبير مودريتش، وسيتم فرض رقابة لصيقة على نجم الأرجنتين ليونيل ميسي، والاستفادة من الهجمات المرتدة في مباراة قد تكون حافلة بالمفاجآت، وفي المقابل المنتخب الأرجنتيني لم يظهر حتى الآن بمستوى ثابت، ولا يتجاوز الخصوم في مشواره بالبطولة إلا من خلال الحلول الفردية لنجومه.

ختاما، كل الأمنيات لمنتخبنا العربي المغربي بالفوز على نظيره الفرنسي والوصول للنهائي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟