
مهر الـ(16) روح وانضباطية… حلول فردية
بنشوة الانتصار التاريخي على نجوم التانغو الأرجنتيني، والأداء المشرف بالمستوى على حساب النتيجة أمام منتخب بولندا، يخوض لاعبو منتخبنا السعودي على ملعب لوسيل، في العاشرة من مساء غد الأربعاء، المواجهة النارية الثالثة والأخيرة ضمن دور المجموعات في المونديال العالمي، وذلك أمام منتخب المكسيك متذيل المجموعة.
الشارع الرياضي السعودي والعربي والعالمي بأسره يتطلع إلى بلوغهم دور الـ16، في الوقت الذي من المتوقع أن يرتفع فيه رتم الأداء لصقور منتخبنا بعد الثقة التي نالوها خلال جولتي المجموعة الثالثة في كأس العالم 2022، يضاف لها ما حظي به نجوم الأخضر السعودي من دعم وطني جماهيري لا مثيل له، وما رافقه من تعاطف وإشادة عربية وعالمية بالأداء الفني العالي، في الوقت الذي تشهد فيه المجموعة الثالثة انفراد المنتخب البولندي بصدارة المجموعة برصيد 4 نقاط، فيما يحل منتخب الأرجنتين في المركز الثاني برصيد 3 نقاط، بالتساوي مع الأخضر السعودي في عدد النقاط، بينما يبقى منتخب المكسيك في المركز الأخير وفي جعبته نقطة واحدة.
ويأخذنا الحديث نحو مايسترو النجاح المونديالي لمنتخبنا، وصاحب الدهاء التكتيكي والبارع في قراءته للخصوم مدرب الأخضر، والذي له من اسمه نصيب، حيث تعني هيرفي بالفرنسية المعركة القوية، ورينارد الثعلب، هذا الداهية الذي نجح -بداية- في تقديم وتجهيز منتخب عنيد، والتحول به فيما بعد لا ليشارك فقط، بل لينافس، مرددا دوما مفردة (الطموح) التي نجح في غرسها لدى نجوم الأخضر السعودي، عبر توجيهاته وتواصله المستمر معهم قبل وأثناء وبعد المباراة، وجراءته في تحمل مسؤولية الخسارة، فيما يكون أول من يحتفل معهم عند الفوز، والمتابع لأداء منتخبنا يدرك -بالنتائج والمستويات المشرفة التي يقدمها- نجاح الثعلب الفرنسي في زرع الثقة في أفراد المنتخب، وتعزيز الأداء الرجولي والقتالية التي أثمرت بناء فريق يرعب الخصوم الكبار عالميا.
ومع وجود شركات ومراكز عالمية تقيس أداء المنتخبات فنيا، وتقدم قيما ونسبا ومؤشرات لحظوظه حتى في تحقيق كأس البطولة، ولكن اسمحوا لي هذه المرة بتجاوزها، وأن أكتفي بالتلميح، فيما سأذهب هذه المرة مع العاطفة والروح الوطنية العالية والشجاعة، والتي امتزجت بالقدرات الفنية لنجومنا وأسلوب لعبهم والانضباطية في تطبيق تكتيكات وتوجيهات المدرب.
وجدير بنا الإشادة وإنصاف حامي عرين مرمى منتخبنا المبدع محمد العويس، والذي تم اختياره أفضل لاعب في مباراة السعودية والأرجنتين، وتألقه في مباراة بولندا رغم الخسارة، والذي يمثل صمام أمان ومصدر ثقة لرفاقه.
فيما نجد أن منتخب المكسيك المثقل بويلات الإحباط، وكأنهم يعيشون (أهوريتا) التي تعني في ثقافتهم في الحال بينما لا يقدمون أي شيء، عطفا على نتائجهم عندما يواجه إعصار الأخضر الذي سيفرض أسلوبه مبكرا في السيطرة مع الحذر والبناء والاستحواذ، أضف إلى ذلك ما لدى منتخبنا من مفاتيح وحلول بديلة، رغم الغياب الكبير والنقص العددي لأهم العناصر ما بين إصابات أو إيقاف للفرج والشهراني والبريكي والمالكي.
وهنا لا بد من أن تظهر الحلول الفردية التي يبرع فيها نجوم منتخبنا، وتذهب بنا لما نريد إذا صاحبها التركيز العالي لتكون السلاح الفتاك في مباريات مصيرية كهذه، وعبرها سيصنع الفارق من خلال صالح الشهري والدوسري وفراس وكنو.
ختاما.. التأهل لدور الـ16 لنجوم منتخبنا ليس أمرا مستحيلا، ومنتخبنا في أقوى حالاته، وطالما نملك -بعد توفيق الله- أدواته ومعطياته، وعلى كل حال سنهتف جميعا ونردد بصوت واحد: قدام دوما… ومعاك يا الأخضر.