60 دقيقة شموع ودموع في زمن الكورونا

ساعة الأرض ..هل يستريح الكوكب ؟

أمنية زاهد – حديث المدينة

لم يجتمع العالم على شىء مثلما اجتمع على 60 دقيقة من الحبّ ولم يتفق على قرار مثلما اتفق على ردّ الجميل لكوكب تحمل من الانسان كل أشكال الضجيج والأزعاج والتلوث والقلق دون أن يمتعض أو يصرخ صرخة الغضب .. هذه هى حكاية ” الساعة ” التي يروق لي تسميتها بساعة الوفاء . نطفىء فيها المصابيح ونعطّل – طواعية – عجلات التلوث ونهدىء من الصوت العالي ونوقد الشموع كى يستريح الكوكب الطيب وينام لـ 60 دقيقة فقط .

ومع روعة الساعة واحتفالها الاسطوري جاءت كورونا لتبدّل الظلام الجميل وتحرمنا حتى من إيقاد الشموع  وبتنا بحق في حيرة هل نحتفل حبا ووفاء للأرض أم نعزي أحبه انتقلوا من فوقها الى عالم بعيد .

لساعة الأرض بدايات وأهداف وحكايات ولكن من الصعب على صحفيّة مثلي أن تتخيل كيف تكون فرحة الـ 60 دقيقة في زمن الكورونا .. تعالوا معي نقرأ الساعة قبل قدومها .

شموع ومصابيح

في 2007  وتحديدا في  آخر سبت في شهر مارس بمدينة سيدني الأسترالية حلّت الشموع بديلا عن أضواء المصابيح   وقام السكان بإطفاء الأنوار والأجهزة الإلكترونية لساعة من الزمن بمشاركة 2.2 مليون شخص

وكانت  المبادرة التي طرحها الصندوق العالمي للطبيعة قد انطلقت بهدف رفع الوعي بخطر التغير المناخي، ترشيد إستهلاك الكهرباء وتقليل التلوث وقدم الصندوق – وقتذاك – جملة من التدابير والإقتراحات لتشجيع المجتمعات – أفرادا وملاكا ومؤسسات –  للمساهمة في إنقاذ الأرض من كل تهديد يواجهها داعيا إلى إطفاء الأنوار والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية في المباني والمنشآت لـ 60 دقيقة بدءا من قاعات المؤتمرات وانتهاء بغرف المعيشة في كل منزل.

ومنذ ذلك التاريخ ارتقى الوعي بقيمة الـ 60 دقيقة وجدواها  حتى أصبحت ساعة الأرض حدثاً عالمياً تشارك فيه كل الأطراف في هذا العالم، كما نما  عدد المشاركين حتى وصل إلى أكثر من 1.8 مليار نسمة وأكثر من 7000 مدينة وقرية حول العالم،

معالم وأضواء

منذ إنطلاق ساعة الأرض شاركت أبرز معالم العالم بإطفاء أنوارها لـ 60 دقيقة أبرزها برج الرياض في المملكة ا وبرج خليفة في الإمارات ودار الأوبرا في سيدني وجسرها هاربر كما كست قصور  الظلام كقصر باكنغهام وأدنبره، برج إيفل في باريس وقلعة الأكروبول في أثينا، ليس هذا فقط بل غطى الظلام الدور المقدسة مثل كاتدرائية نوتردام وكاتدرائية باسيليوس  وكانت نيودلهي لا تضيء صرحاً ولا معلماً فيما يخرج الناس إلى الساحات وأمام المعالم حاملين الشموع وآمالاً طيبة للأرض، ولا شيء يضيئ سوى النجوم..

احتفال رقمي

قررت الإمارات سلك طريقٍ مختلف هذه السنة فمن إحتفالٍ بإغلاق الأجهزه والأضواء قد يتحول الأمر إلى ساعة أرض إلكترونية فقد قررت الإمارات الإحتفال بساعة الأرض لعام 2020  رقمياً مشيرة إلى أن أهمية سلامة الأرض تدعو للمساهمة في نشر الوعي أياً كانت الطريقة.

مع كورونا

الجديد يتمثل فيما أصاب العالم من جراء كورونا الذي أوقف عجلة الحياة حتى لم يعد يبدو  لساعة الأرض ملامح  واضحة   في سائر مناطق العالم،  بعد أن أطفأت المدن أضواءها – جبرا – وأغلقت الساحات أبوابها وتم إخلاء المعالم من الزوار، فقبع كل شيء في ظلامٍ قبل الظلام،

اجبار لا اختيار

في 2020 لم تعد المشاركة بالإختيار بل بإجبار الأمر الواقع من تفشي الأزمة، فلا شموع في الساحات ولا مسيرة تملأها الآمال بعد أن أُغلقت أبواب البيوت والمحالّ جميعها، فيشارك الناس في ساعة الأرض لهذه السنة يوم 28 من شهر مارس الجاري -على غير العادة- بطرق مختلفة ومشاعر متخبطة بين كورونا وسلامة الكوكب،

 من النوافذ والشرفات

أهمية الأرض تدفعنا  للمساهمة ولو عبر النوافذ والشرفات وأسطح المنازل، فالأرض هي المكان الوحيد الذي نطلق عليه موطناً، فيما قرر أشخاص حول العالم عبر المنصات أن يطلقوا مصابيح طائرة محملة بأمانيهم من أسطح المنازل ليضيئوا سماء الساحات والطرقات المعتمة عوضاً عن مسيرة الشموع، فيما قرر آخرون ببساطة أن يكتفوا بإغلاق الأضواء والأجهزة، ومازالت ملامح الساعة مجهولة..

ماذا تعرف عن ساعة الأرض ؟

  •   احتفال نظمه الصندوق العالمي لصون الطبيعة
  • يبدأ في السبت الأخير من شهر مارس
  • من الـ8.30 مساء وحتى الـ9.30 مساء بتوقيت كل دولة
  • بدأ في مدينة سيدني بأستراليا عام 2007
  • انتشر بعدها في سائر البلدان

 7 أهداف من وراء الاحتفال

  • رفع الوعي بخطر التغير المناخي
  • ترشيد إستهلاك الكهرباء
  • تشجيع الأفراد والمؤسسات على إطفاء الأضواء لـ 60 دقيقة
  • الإسهام في عمليات إعادة التدوير
  • ترشيد الاستهلاك
  • تقليل التلوث
  •  الحفاظ على حق الأجيال في المستقبل.

  أبرز معالم شاركت فى الـ60 دقيقة

  • برج الرياض في المملكة
  • برج خليفة في الإمارات المتحدة
  • دار الأوبرا في سيدني
  • جسر  هاربر
  • قصر باكنغهام
  • قصر أدنبره
  • برج إيفل في باريس
  • قلعة الأكروبول في أثينا
  • كاتدرائية نوتردام
  • كاتدرائية باسيليوس
اظهر المزيد

‫3 تعليقات

  1. تقرير رائع وتذكير جميل لمناسبة عالمية واستعراض شامل وقراءة متكاملة لهذا الحدث حيث غطت محررة موقعكم الرائعة امنية كل جوانب الحدث شكرا لكم

  2. جميل جداً أن يجتمع العالم على 60 دقيقة من الحب اعجبني جدا ما اطلقته عليها الصحفية المبدعة امنية بساعة الوفاء ✨
    شكراً حديث المدينة اهنئكم على الإبداع المتنوع 👍🏻👍🏻

زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟