أرقام من التاريخ

بقلم : فارس التركي

كتاب التاريخ لا يحمل صفحات -كما يحسب الكثيرون- بل أيام مجد ومحطات مفصليّة في تاريخ الشعوب، يتمسك بين دفتيه بالأيام الغالية التي صنعت فرقاً وتركت أثراً ومهّدت لقيام الكيانات العظيمة، ومع هذا وذلك يحمل أرقاما كتواريخ الميلاد لا يمكن نسيانها.
1139هـ . تاريخ تأسيس الوطن و 1157هـ ميثاق الوطن و 1351 هـ يوم الوطن.. ليست فقط هذه هي التواريخ التي نستذكرها ونحن تحتفي بيوم التأسيس..
فهناك تاريخ يوم ميلاد مؤسس الدولة السعودية الاولى عام 1090هـ والذي أنطلق برحلة التأسيس العظيمة عندما وصل عمره 30 عاماً.
في العام 1159 هـ قاد الجيوش بنفسه ورسم ملامح الدولة السعودية الأولى ليكون العام 1172 هـ عام بناء سور الدرعية.
عمل مستمر وجهود كبيرة وعطاء بلا توقف كُتبت بها قصص الأبطال ورُسخت جذور دولة عظيمة بقيادة الإمام محمد بن سعود والذي توفي عام 1179هـ.
تواريخ في قلب كتاب التاريخ من ينساها؟ ومن يستطيع أن يتغافل أثرها وتأثيرها؟ ومن يتجاهل حفظها وهي تواريخ تأسيس المجد.
ويعد يوم التأسيس يوماً فارقاً في حياة المملكة إذ يردنا تاريخه لثلاثة قرون مضت ربما لا تتذكر تفاصيلها أجيال كثيرة، لذا كان الاحتفال به أجمل اعتراف بفضل الماضي على الحاضر وتأثيره الإيجابي في دفع عجلة الحياة كي تستمر.
الماضي ليس أياما ولّت وانقضت ففي جعبته تفاصيل وأرقام لا تغيب، وحكايات لا تموت وأشخاص رحلوا عن الحياة ولكنهم لايزالون أحياء في الذاكرة.
ويمثل الإمام محمد بن سعود واحداً من صُنّاع الأيام الاستثنائية في حياة الأوطان، وضع اللبنة الأولى لمملكة العز والنماء ومهد الطريق لمن بعده كي يقتفوا أثره.
حافظ على ثوابت الدين ورفع شعار الوحدة واستجمع القبائل تحت كلمة سلام، وقدم لنا فكرا سبق العصر والزمان.
لذا حريّ بنا أن نتوقف أمام هذا اليوم لنستعيد الصورة وليتأكد لنا أن الحاضر لا يُولد فجأة بل يسبقه ماض يتعهده ويفتح له الطريق.
ماضينا مزهر وحاضرنا مشرق.. وما أجمله المستقبل الذي ينتظرنا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟