المتاحف السعودية.. ما بين الرقمنة والبقاء

بقلم: حسان طاهر

شارك القطاع الثقافي السعودي العالم بأسره في مواجهة تداعيات جائحة كورونا ، الا أنه في ذات الوقت قاد تحديات هائلة لاستثمار هذهالمشكلة بايجاد الحلول وتفعيل البدائل ايماناً بأن الرؤى الطموحة ستثمر أياً كانت الظروف.

في الأسبوع الماضي وضعت وزارة الثقافة السعودية بين ايدينا تقرير الحالة الثقافية السعودية لعام 2020 بعنوان رقمنة الثقافة، بعرض يتسمبالشفافية الكاملة يبرز ملامح النمو للقطاع دون أن يغفل حالات التعثر والتعافي.

يشير التقرير الى ان قطاع المتاحف تأثر بشكل كبير كما تاثرت بقية متاحف العالم وتوقفت عن انشطتها تماما منذ منتصف العام، وهو ماأثر بشكل كبير على المتاحف الصغيرة والمتاحف الخاصة تحديداً.

حيث اشار في مسح اجراه على عينة من المتاحف الى انخفاض معدل الايرادات لدى 33٪ منها ، فيما اشارت نسبة تزيد عن 15٪ من العينةالى احتمالية ايقاف نشاطها تماماً بعد الجائحة.

بعض المتاحف حاولت مقاومة الأزمة بتفعيل الجولات والمعارض المتحفية الافتراضية بما يتوفر لديها من مواد متحفية قامت برقمنتها سابقاً،لكن هذه المحاولة لم تحقق تفاعلا ملحوظا الا في نطاق محدود ولدى المتاحف ذات الاستعداد المالي والتقني فقط. اما باقي المتاحف فقدعانت بشكل كبير لعدة اسباب يأتي في مقدمتها عدم الاستعداد التقني والرقمي المسبق.

على الرغم من أن قطاع المتاحف خطى خطوات مهمة في مجال الرقمنة خلال السنوات الأخيرة ، ورغم المحاولات الجادة لرقمنة المتاحف خلالالازمة الحالية، الا ان الطريق ما زالت طويلة لترسيخ الممارسة الرقمية وخاصة لدى المتاحف الصغيرة والخاصة.

أخيراً .. إن الهدف الأساسي للرقمنة يتمثل في إرساء القيم الأساسية وتعزيز التنمية الثقافية. فتكنولوجيا المعلومات ليست مجرد أدواتلمعالجة البيانات وإتاحتها، بل يمكن أن تكون قوة وتحفيز للتنمية الثقافية.
لذلك كما ندعو دائما الى تعزيز الثقافة المتحفية علينا أن نسلط الضوء أكثر على رقمنة الثقافة والمتاحف.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟