
عاجز عن الشكر يا أمير المدينة المنورة
د. الربيع بن محمد الشريف
من الله عليّ بزيارة للمدينة المنورة (طيبة الطيبة) -على ساكنها الحبيب محمد بن عبدالله أطيب الصلاة وازكى التسليم- بدأت يوم الأربعاء الموافق 1444/2/18 هـ، وما زالت مستمرة -بتوفيق من الله عز وجل.
وحقيقة، ما لفت نظري وأثار إعجابي، بل وفخري، مستوى الانضباط في تطبيق أعلى درجات النظافة في كافة أرجاء المدينة، إنه عمل لا يمكن أن يتم بدون تظافر جهود كافة المسؤولين عن هذه المنطقة العزيزة من بلادنا، وتظهر الجهود المبذولة في إدارة الجودة الشاملة بشكل جلي، وهذا مؤشر جيد على بلوغ مرحلة الإدارة بالأهداف، وأرجو أن تستمر الأمانة والمسؤولون فيها في هذا الاتجاه؛ لأنهم بذلك هم يؤسسون لمرحلة جديدة ومفهوم جديد في إدارة المدن.
أعلم تماما أن الرحلة ما زال أمامها الكثير لكي ينجز، ولكن البداية هي الأهم، وقد تمت، وأعلم تماما أن الوصول للنجاح ممكن تحقيقه، ولكن الأهم هو الحفاظ عليه كمنجز، وهذا يحتاج -من واقع تجربة شخصية- إلى بناء الرجال الذين يعرفون القيمة الحقيقية للعمل الموكل إليهم، ومن خلاله يؤدونه وهم مقتنعون بأنهم إنما يحققون نجاحا، ويشبعون حاجاتهم، بل ويحققون ذواتهم من خلاله.
لم تفاجئني الدراسة التي نشرت قبل أيام، والتي تفيد بأن سكان المدينة المنورة هم أكثر ساكني الأرض راحة نفسية، نعم يكفي أن تراب طيبة يضم بين جنباته روح وجسد النبي محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم، فضلا عما شاهدته من جمال ونظافة وحسن إدارة، أعتقد يحق لكم -يا أهل طيبة- أن تفخروا بأميركم وبحسن إدارته لمدينتكم الغالية على قلب كل مسلم.
ومن هنا، أنطلق وبكل ثقة إلى أصحاب القرار في مملكتنا الغالية بأن تُحاكى تجربة المدينة المنورة -التي رأيت ويراها كل منصف- من قبل الأمانات في جميع مدن المملكة العربية السعودية من خلال المناطق التابعة لها؛ لأنها بالفعل تجربة تستحق الإشادة، وفي نفس الوقت تقدم نموذجا رائعا لما ينبغي أن يكون عليه العمل الجاد.
وكما أنني أشدت بمستوى النظافة والتنظيم في طيبة الطيبة، اسمحوا لي أن تكون لي وقفات أخرى مع النزل المعدة لسكن الزائرين، وطموحي أن يكون لمهارات الإدارة بالأهداف كلمتها الفصل في ذلك؛ لكي يتطور عملها إلى الأفضل، فهي تسير إلى تحقيق طموحات الزائرين، ولكن ببطء شديد، وهناك الكثير مما يمكن عمله؛ ليجعل منها واجهة مشرقة للعمل الفندقي، وطيبة -بما شاهدته- مؤهلة لذلك وبشكل كبير.
بارك الله في عملكم أمير طيبة، وبارك الله في جهودكم رجال الأمانة، وبارك الله فيكم أهل طيبة لتعاونكم.. وكم أنا فخور بكم وبما رأيت.. والله من وراء القصد.