النفط بالمدينة المنورة
الحلقة (1)
يكتبها: عبد المحسن البدراني
المدينة المنورة في رؤية الأمير..
المدينة المنورة منطقة “استثنائية” في رؤية 2030، تمثل ركيزة من ركائز الوصول إلى مستهدفاتها، رُبّما تأخرت -لسنوات- حتى ظن البعض أنها مدينة ليس لها مقعد في قطار الرؤيَة المُنطلق، فجاء ولي العهد ليحملها إلى الصدارة؛ استثمارا منه لتاريخها وإرثها ومشوارها، بل ولينقلها إلى مصاف “رأس الحربة” مع نظيراتها من قلائد الوطن.
رسم ولي العهد -في رؤيته- شكلا جديدا للمدينة المنورة، خطط لها على مهل، قرأها بفكر عصري ورؤية استثمارية مختلفة، مُتخيّرا “الضيافة” (ذراع المدينة القوى) لتكون بداية المشاريع، والقطرة الأولى في رحلة الخير المنهمر.
قراءة المزايا التنافسية لكل مدينة صنع تقسيما إبداعيا للمشاريع، فما يليق بهذه ربما لا يليق بتلك، وما ينجح هنا ليس محتّما -بالتبعية- أن ينجح هناك؛ لذا كانت “الضيافة” الفرس الرابح في مدينة النور، استثمارها يُعيد دورة التاريخ، ويرد عقارب الساعة أزمانا إلى الوراء، ويذكّر العالم بماذا فعلت المدينة، وماذا قدم أهلها منذ هجرة الرسول الكريم حتى اليوم؟!.
الضيافة والحفاوة “نفط المدينة الذي لا ينضب”، بل يزيد على مر السنوات، ثروة حصرية تملكها الأرض والإنسان معا؛ لذا كان حريًّا أن تكون “البداية”، ومن بعدها تتوالى المشاريع الرائدة.
أول الغيث “رؤى”.. مشروع فارق في شكله وتصميمه ومستهدفاته التي سينعم بها أهل المدينة وزوارها على السواء، مشروع بأذرع ثلاث، يرسخ لروحانية المكان، وينقل المدينة إلى أخرى تسابق العصر تطويرا وحداثة، ومن ثم يحعلها -وكما هي دوما- قبلة ثقافية لكل العالم.
القراءة الناجحة لموروث الأرض والإنسان كتب لمشروع رؤى المدينة النجاح، حتى قبل انطلاقته الأولى، وجعله المشروع الأكبر عالميا في مجال الضيافة.
أجمل ما في مشروع رؤى المدينة “الفكرة، والاختيار، والحصاد”، فكرة مدروسة، اختيار ناجح للمكان، وحصاد يُثري أهل المدينة وزوارها، ويرتقي باقتصادها، ويخدم شبابها وفتياتها، ويقدّمها لصدارة المدن العصريّة.
ولي العهد درس -في رؤيته الرائدة- قوة المدن، وعرف مفاتيح ريادتها، فاختار لكل واحدة ما يليق لها من المشاريع.
ولي العهد كسر صندوق الفكر النمطي وغرّد بعيدا، ليصنع لكل مدينة استثمارا يعيش ويبقى ويفوز به أهلها وزوارها.
ولي العهد خطط فأبدع، وحلُم ونفذّ، لم يكترث بالعراقيل، ولم ينشغل إلا بهدف “السعودية الجديدة”.
الضيافة (نفط المدينة)، ما أغلاه سعرا وقيمة، وما أعظمها الرؤية التي تستثمر وجوده على أرض المدينة.