
نصف العالم في المدينة
150 جنسية تنعم برحابها.. والبقية على حافة الاشتياق
تيزار
كم جنسية يمكن أن تراها في شوارع المدينة المنورة؟، وكم لهجة تطرق مسامعك؟، 206 دول أخذت موقعها على الخارطة، منها 150 جنسية وفدت إلى المدينة المنورة ونعمت بالعيش فيها؛ ليكون -وفقا للإحصاءات الموثقة- أكثر من نصف العالم فاز بأيام في رحاب طيبة الطيبة.
كيف تعاملنا مع هذا الكم من الجنسيات في مواسم الحج السابقة؟، وكيف نتعامل معها في حج 43هـ؟.. كم لهجة اكتسبناها من ضيافتنا لهذا العالم المختلف، والذي جاء من الشرق والغرب، والشمال والجنوب؟.. كيف تمكن قلب مدينة واحدة من استيعاب كل هذه القلوب وضيافتها والاحتفاء بها والحديث معها بنفس الصوت؟.
الحفاوة المدينية لا تفرق بين الجنسيات، القلوب مفتوحة لضيوف الرحمن قبل أبواب البيوت، الكل يتسابق لطيبة الطيبة -عشقا- ويفارقها بأمل العودة إليها من جديد، الأمر الذي يلقى المسؤولية على كافة قطاعات الخدمة، بدءا من مطار المدينة ومنفذ الهجرة البري، ومرورا بفنادق المدينة بكافة درجاتها، ومن ثم رجل الأمن في الطرق، وباعة المحال.. وغيرهم ممن يجتمعون على كلمة “حيّاكم الله”.
نصف جنسيات العالم أو يزيد، اليوم، في قلب المدينة المنورة، والمسؤولية تتعاظم، والرهان يكبر في أن نحمل جميعا -مسؤولين ومواطنين- المدينة المنورة؛ لنقدمها بتاريخها وأصالتها ومجدها وأسلوب ضيافتها وحفاوتها إلى عيون العالم، نقدم لهم طيبة الطيبة التي ستظل “طيبة” إلى آخر الزمان.