مبدعون في الظل.. يبحثون عن مظلة

بقلم: محمد عوض الله العمري

لا تكاد تمر فترة زمنية إلا وتسطع في الأفق نجوم من المبدعين تتلألأ في سماء الإبداع وأجواء الجمال،
وأكبر ما يحجب عن المجتمع بريق وجمال إبداعهم هو تواجدهم المكاني والزماني، فحين يبدأ الإنتاج الإبداعي دون دعم يكون مصيره الحتمي التلاشي والأفول في غالب الأمر والشواهد كثيرة، لذلك نجد العديد من المبدعين الذين فاتهم قطار الارتباط بإحدى المؤسسات الرسمية ذات العلاقة لأي سبب نجدهم ينشرون إبداعاتهم بشكل فردي أو في مجالس خاصة وفرق وقروبات معنية بهكذا أمور، ولعدم وجود الرسمية فإنها تبدأ متوهجة ولكنها تسير مسرعة نحو الأفول.

والسبب واضح وجلي وهو افتقداها للتنظيم الإداري والمنهج الواضح والخطط الاستراتيجية التي تدعم الديمومة والاستمرارية وحفظ الحقوق الفكرية والأدبية.

هناك العديد من الكتاب والأدباء الذين ليسوا صغار سن فيلتحقوا بالمسابقات الكتابية والأدبية وليسوا من الطبقة المعروفة في هذا المجال فيجارون سابقيهم في المنصات الرسمية والصالونات المعروفة.

عشرات المجالس الأدبية والثقافية الخاصة في المدينة المنورة بعضها ناهز الأربعين عامًا وربما أكثر، وهذا ما تميزت به المدينة المنورة ومكة المكرمة منذ القدم.
تُنظّم لقاءات يومية أو أسبوعية أو دورية تختلف طرق إدارتها واستضافتها حسب رغبة أصحابها، بعضها مستمر وبعضها يتوقف ويعاود نشاطاته والبعض الآخر انتهى برحيل منشئه، وهي مورد إثراء عظيم لنهر الثقافة والأدب والمعرفة لكنها -وحسب استطلاع بسيط- محصورة لعدد معين من المثقفين والأدباء والكتاب.

بالتأكيد الدور الرئيس يجب أن يكون للمؤسسات الرسمية كالنادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون ووسائل الإعلام، لكن يبدو أن هناك غلافًا حاجزًا دونها.

ومن المبادرات التي يتوقع لها النجاح -وفق المعطيات- ما قام به مجموعة من الشباب الواعدين بإنشاء نادي ثقافي تحت مظلة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالمدينة المنورة ليأخذ طابع الرسمية ويسير برؤية واضحة ونظامية تكفل للجميع حقوقهم، بحيث تستقطب مبدعي الظل من شعراء وكتاب وفنانين وتنظم برامج نوعية وبمنهج واضح تحت إدارة واعية.

ننتظر المزيد من هذه المبادرات الوطنية لتحتضن الجم الغزير من الإنتاج الإبداعي وفق الضوابط وبعيدًا عن التجاوزات.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟