من يحتكر علاج الأسنان!
بقلم: محمد عوض الله العمري
ساد عند العديد من الناس نسبة إحدى المهن لجنسية معينة، ليس الآن وإنما منذ زمن بعيد جدًا، وهذا الاعتقاد ليس له معايير محددة بل جاء نتيجة انطباع عاطفي أو وجداني لإعجاب عدد منهم بمنتج معين والصاق الإعجاب بمن وقف على تنفيذه حتى أضحت سمة الجودة تمتد لبني جلدته وجنسيته، ومن خلال استمرار تناقل هذه الميزة صارت سائدة للقاصي والداني ولمن يعرف ومن لا يعرف.
ولكم أن تقيسوا هذا على العديد من المنتجات التي أمامكم وفي خواطركم فستجدون ذلك واضحًا وجليًا.
وليس المهم مدى صدق هذا الانطباع من عدمه، بل المهم متى نتحرر من مثل هكذا مقولات رسخت في الأذهان لأزمنة طويلة؟ وكذلك متى نلتزم بمعايير علمية لتقييم المنتج بعيدًا عن جنسية من أنتجه؟
وفي طب الأسنان نلاحظ بكل وضوح سيطرة جنسية معينة على السمعة الحسنة من المستفيدين من الخدمة -وما أكثرهم- لأسباب ليست دقيقة ولا علمية ولا عقلية أيضًا، بل ربما كانت بسبب رخص تقديم الخدمة في أزمنة سابقة وحافظت على الاستمرارية الدعائية التسويقية طوال الزمن، يتناقلها أناس جيلاً بعد جيل وأمة بعد أمة.
لا أشكك في مهاراتهم وعلمهم وقدراتهم ولكن لم أسمع عن أي إنجاز طبي نادر ومميز تم في عياداتهم طيلة الزمن الماضي.
وعليه فإنهم لا يختلفون عن غيرهم ممن تلقوا العلم والدراسة والتدريب في أي مكان آخر فمشاكل الأسنان محدود ومعدودة وطريقة معالجتها ثابتة وموحدة.
العديد من أطباء الأسنان السعوديين الذين درسوا في كليات طب الأسنان في جامعتنا السعودية وبعضهم التحق بعد الدراسة ببرامج علمية داخل وخارج المملكة يبحثون عن فرصة للعمل في تخصصهم، ولا تكاد ترى طبيبًا سعوديًا واحدًا في عيادات الأسنان المنتشرة في كل حي وشارع من مدن المملكة. فلماذا؟
ومن المسؤول عن عدم التوجيه للمجمعات والمراكز الطبية بتوظيف أطباء سعوديين بل وإجبارهم على ذلك.
لي تجربة مع إحدى عيادات الأسنان الشهيرة بالمدينة المنورة وجدت فيها طبيبين سعوديين شابين طموحين يبذلان الجهد في عملهما ويقدمان الشرح الوافي للمريض بأريحية متناهية لم أجدها من غيرهم، ولكن لم يستمرا في العمل والسبب غير معلوم لدي! وربما يكون معلومًا لديك أيها القارئ العزيز.
الأمل بإيجاد حلول عاجلة للاستفادة من كفاءة شبابنا وشاباتنا التي لا تقل إمكانياتهم عن غيرهم بل ربما أكثر ومنحهم فرص العمل المُستحقة لهم في المجمعات والمستشفيات والمراكز الخاصة.
