
ملاقيف كورونا
حديث المدينة
منذ الظهور الأول لفيروس كورونا ارتفع مؤشر الشائعات – محليّا -بشكل لافت ومثير للدهشة وعلى الرغم من التحذيرات وربما العقوبات التي تم فرضها لوقف هذا المدّ بتأثيره السلبي إلا إن الظاهرة باتت تتمدد في أوساطنا على يدّ الملاقيف الجٌدد أو ملاقيف كورونا – كما يروق لنا تسميتهم – ممن دأبوا على إطلاق شائعة كل ساعة تثير الهلع والرعب في نفوس المواطنين.
وعلى الرغم من ضعف الشائعة وافتقارها للسند المعلوماتي وتغريدها بعيدا عن سرب العقل والمنطق إلا إنها تلاقى صدى لدى البعض وتٌحدث حالة من الإرباك داخل كل بيت.
ولعل المتابع للصورة عن قرب يلحظ أن الإشاعات المحليّة دخلت مع كورونا في سباق شرس -ربما أسرع عدوا من سباق الخيل -وحازت مركزا متقدما لكثرة الملاقيف المحليين – محترفي صناعة الأراجيف.
وإذا جاز لنا تسمية كورونا بالعدو حامل السلاح الفتّاك الذي تتكاتف كل قطاعات الدولة لمواجهته ومحاربته بغيه السيطرة عليه فلا يمكننا إنكار أن بيننا عدوا يحمل سلاحا أشد ويهددنا برصاص الشائعات المميت كل يوم آلاف المرات.
المصادر الرسمية الشفافة فقط هي ملاذنا في الحصول على المعلومة ومتابعة سير كورونا وتأثيره أما خيالات الملاقيف فليس من شأنها صناعة مصل ولا وقف داء.
ليتنا نصمّ آذاننا عن كل صوت يسوّق – بقصد أو غير قصد – للخوف والفزع ويبيع لنا بضاعة الكذب ويربك بيوتنا بأكاذيب لا أساس لها من الصحة .
الوعي ولا شيء سواه هو درعنا للتصدي للفيروس .. والوعي أيضا هو سلاحنا في مواجهة ملاقيف كورونا الجدد .