كيلو عنب يكشف مأساة “فواكه المدينة”

6 مشاهد رصدها المحرر وهذه هي حكاية القطط

تركي الحربي – حديث المدينة

لم تكن الجولة التي قام بها محرر “حديث المدينة ” جولة صحفيّة ولكنها تحوّلت – رغما عنه -إلى مهمة عمل ساخنة. فالحكاية بدأت برغبة خاصة لشراء عنب لأسرته وماكان يدري أن العنب سيتحول في سوق الفواكه والبصل إلى لغم -وفقا لوصفه –  ففي كل خطوة يخطوها يتعثر في قضيّة وملف شائك.

  • سيطرة العمالة الوافدة ملف وصفه المحرر بالملف الصدمة. فالسيطرة التي حكتها الصحف على استحياء تحوّلت في سوق الفواكه والبصل بالمدينة إلى تملّك واستحواذ كلي حتى لا تكاد ترى سعوديا أمام بسطة أو آخر داخل محل فالكل يحدثك بلهجات مغايرة ويرتدى أمامك رداء غريب. غابت الغترة والعقال كليّا حتى تظن أنك في وطن جديد وأنت الغريب يأتي ذلك في وقت تعلو فيه أحاديث التوطين ووعود السعودة على لسان المسئولين .. والحقيقة تنفي ذلك
  • النظافة في سوق الفواكه والبصل ذكريات قديمة. فالمكان يعج بالنفايات حتى انها جاورت أقفاص البيع. وما عليك في السوق الا أن تقوم بالقفز مخافة اتساخ ملابسك. لا تسأل كيف يتحمل الباعة الوافدة البيع في هذه البيئة. فكل شيء في السوق خارج المنطق والعقل .
  • القطط تمثل الضيف المقيم إقامة دائمة بالسوق. لا تبرح المكان بل تتوالد وتنجب بأريحية كاملة حتى بدت أعدادها تقارب أعداد المتسوقين
  • التنظيم غائب كليا .. فالفواكة ليس داخل حزام البسطات بل على الأرصفة وفي منتصف الطريق وعربات البيع تتحرك يمينا ويسارا حتى تشعر وكأنك في شارع متوقف لحركة المركبات .
  • أطفال العماله الأجنبية ممن لا يتجاوزون عمرا من 7 إلى 10 سنوات مسيطرون كليا على عربات   خدمة الزبائن. يساومونك على السعر ويتحدثون معك – رغم صغر العمر – بلغة تتخطى أعمارهم.
  • الغش التجاري يمثل في عيون المحرر الملف المخيف فأقفاص البرتقال أعلاها الصالح القليل وأسفلها الفاسد الكثير

وبمحض الصدف الجميلة التقى محرر” حديث المدينة ” ثلاثة سعوديين فقط في سوق مزدحم بالمئات وصفهم المحرر بـ (الفاكهة الحقيقية) في المكان.  اقترب ليسأل فبادره حماد الجهني أحد بائعي الفواكه بالاستغراب من صمت الجهات الحكومية تجاه ما يحدث في السوق من سيطرة أجنبيه تامه وقال أنا كسعودي في صراع وحرب تجاري مع المافيا الأجنبية التي تتلاعب بالسوق يوميا. وشاركه ذات الشكوى عبدا لله الأحمدي الذي يقول انه يعاني كذلك مع الأجانب وسيطرتهم على كل ما في هذا السوق مطالبا بتوطين فعلي وحقيقي ومحاربة المتسترين الذين هم سبب فيمايحدث وأكد ان اغلب المحلات لم يشاهد أصحابها السعوديون أبدًا .

عبدالاله اللقماني كان الثالث في سوق البصل   قال انه يتعرض لحرب وتطفيش من الأجانب حيث يتفق جميعهم على البيع بسعر أقل منه بشكل يومي من اجل ان يخسر ويترك السوق.

هذه هي الانطباعات الست الصادمة وهؤلاء هو الثلاثة الفاكهة .. وهذه هي الصورة بحيادية . نعم كيلو عنب واحد قدم لنا سوقا أشبه بفيلم من أفلام هوليود المرعبة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟