قلعة خشم الذيب على ذرى جبل أحد
الباحث التاريخي أ. فؤاد المغامسي
من المعالم المرتبطة بتاريخ المدينة المنورة عبر العصور, القلاع العسكرية التي تعتبر من أهم نقاط الحراسة في العهود السابقة, وقد ضمت المدينة المنورة عدد من القلاع سواءً التي كانت على الأسوار, أو التي كانت في المناطقة المفتوحة كقلعة قباء, أو التي تكون على ذرى الجبال.
ومن القلاع التاريخية التي مازالت للآن موجودة قلعة عرفت باسم قلعة “خشم الذيب” والتي تقع على طرف جبل أحد الجنوبي الغربي وعرفت بهذا الاسم عند أهل المدينة نظراً لبروزه وانحنائه بما يشبه الخشم فقد انفرد تصميم هذه القلعة بشكل هيكلها العمراني الخارجي كونها على طرف جبل, واحتوائها على مجموعة من الغرف انتظمت على الحائط الداخلي للبرج الأكبر وقد أشرفت على الفناء الداخلي من خلال نوافذ وأبواب ذات مقاسات مختلفة.
وصف الوثيقة: وثيقة أرشيفية غير مؤرخة ولكن حسب البحث الارشيفي من المصدر تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي, وهي عبارة عن رسم مخطط لقلعة “خشم الذيب” يتطابق مخطط الوثيقة الأرشيفي مع وصف البرج في وضعه الحالي الآن تقريباً, ويظهر التصميم العام للقلعة على “شكل برجين دائرين متداخلين أحدهما البرج الأكبر وهو الجزء الرئيسي منها ويحتوي على وحدات وغرف القلعة, أما البرج الأصغر فيقع غرب البرج الأكبر ويتداخل معه في التصميم والتكوين ويتصل البرج الأصغر مع البرج الرئيسي من الداخل ومن خلال الدرج الحجري المؤدي إلى أعلى السطح, أما أسفل الدرج أو ما يعرف بالقبو فيمكن الوصول إليه عبر ممرض ضيق لا يزيد عرضه عن متر واحد تقريباً وينحدر هذا الممر بشكل مائل ليصل إلى القبو الأرضي لهذا البرج, ويتكون هذا البرج بشكل عام من جزئيين الجزء الأسفل وهو قبوا البرج وهو على هيئة حجرة ناقصة الدوران ويعلوا سقف من الحجر على هيئة قبو منخفض الارتفاع, أما الجزء الثاني من البرج فيتمثل بسطح البرج وهو مشابه لكشل ومسقط القبو الداخلي لهذا البرج”, وهذا يتطابق مع المخطط الذي يظهر فيه التقسم الداخلي للقلعة الذي يضم عدد من الغرف مختلفة المقاسات ودرج داخلي يربط بين البرجين.
ولقد حظيت عدد من القلاع والحصون التاريخية في المدينة المنورة بالاهتمام والعناية والصيانة والترميم كونها تعد من المعالم التاريخية التي اصبحت الآن وجهة سياحية ومحل اهتمام كثير من زوار المدينة المنورة الحريصين على زيارة المواقع التاريخية للمدينة المنورة عبر العصور.