نقد رياضي بأقلام “شريطية”

حولوا تويتر لحراج صراخ وسباب ومضاربات كلاميّة

 تيزار

عندما يتحوّل النقد الرياضي إلى صراخ وسباب ومضاربات كلاميّة وقذف وتحليل سطحي أجوف تُمليه النعرات، وعندما تغيب المهنية والموضوعية والعلم والرؤية النقديّة ذات النفع، فأعلم أنك مدعو لمشاهدة حلقة تلفزيونية منقولة من “الحراج” أو قراءة سطور على تويتر يكتبها “شريطية”.

هؤلاء ليسوا نقاداً رياضيين، ولا يملكون أهليّة النقد ولا أدوات الانتصار الكلامي، فقط يملكون حناجر صوتية عالية تُداهم مسامع المتابعين على التلفزيون وتغريدات تؤذي وعي متابعي تويتر وتقلل من ثقافتهم الرياضية.
الكرة في السعودية لا ينقصها مهارة اللاعبين في كل نادٍ، ولا وعي الجماهير الذي ينتصر كلُ لفريقه بمعزوفات غنائية راقية في المدرجات، وإنما ينقصها نقد رياضي مبنى على الدراية والفهم والعلم.

فأغلب النقاد الرياضيين -إلا ما رحم ربي- يرفعون ضغط المتابع، ويُحللون المباريات وفقا لأهوائهم، ينتصرون لأنديتهم عند الفوز والهزيمة، يشيدون باللاعبين ولو أخفقوا وبإدارات أنديتهم ولو تسببت في كوارث.
“شريطيّة” النقد الرياضي ممن ملأوا تويتر صراخاً هم وقود التعصب الكروي، يشعلون الحروب بين جماهير الأنديّة الكبرى بتحليلات هابطة وكأنهم الوحيدون الذين تابعوا المباراة وفكّوا ألغازها.

النقد الرياضي فن العارفين ممن يتابعون المباريات بعين الإنصاف، لأ بأس أن يُحبّ الناقد فريقاً وينحاز لإدارته ونجومه، ولكن يبقى هناك فرق بين الانحياز والموضوعية وبين الحبّ والتحليل المهني الذي يشتاق المتابعون لقراءته.

الأهلي والاتحاد والنصر والهلال وغيرهم أندية سعودية، نجومها يلتقون في المنتخب الأخضر، أداؤهم الكروي لا يختلف عليه متابع عربي، ولكن “الشريطية” أفسدوا هذا العالم وخرجوا علينا بعد كل مباراة ليبيعوا لنا المركبة الخربة بزعم أنهم نقاد دون أن يمنحهم أحد هذه الرُتبة.

النقد الرياضي الراقي ممنوع على الشريطية، فنحن لا نرفع من سعر مركبة -سليمة كانت أو خربة- بل نتكلم عن نجوم يمثلون رياضة وطن. فليتنا ننتبه.. ليتنا نحذر.
**
السؤال: لماذا نقّاد ناديي النصر والأهلي هم الأكثر إثارة للقضايا وتوجيه التهم وهم ممن يثيرون الجماهير كثيراً وتقل هذه النسبة لدى ناديي الاتحاد والهلال أم إن حالة النادي ونسب الفوز هي المقياس، فنتائج الهلال والاتحاد حاليا جعلت نقادهم أقل صراخا من الفرق الأخرى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟