لم يعودوا أيتاماً

قيمة مُضافة وبصمة أنيقة وعمل مخلص وجُهد متواصل. هذه هي الرباعيّة التي قرأتها في كل ركن من أركان نادي تكافل الاجتماعي بالمدينة، قرأتها بعين الراصد المُحبّ للمكان لا بعين الزائر الذي يُلبي دعوة مسؤول لساعات ثم ينصرف.

كنت أتوقف كثيرا في جولتي لأعاين لمسات الحرص والاهتمام التي قدّمها القائمون على النادي حتى انتقلوا به إلى صرح جامع بين الترفيه والتعليم والتدريب بل لا أبالغ إذا قلت انهم جعلوه أقرب شبها بـ “الحضن البديل” الذي يستوعب طموحات الأيتام وأحلامهم.

الحراك الإبداعي في نادي تكافل الاجتماعي بالمدينة وراؤه رجال بذلوا جهدا كبيرا، لم يفكروا كغيرهم في رُتب المناصب وحولوا العمل والمسؤولية إلى شرف، قدّموا منظومة عمل “استثنائية” كي يصنعوا معا فرحة على ثغر يتيم.    

في جولتي التي دعاني إليها أخي الدكتور عبد المحسن الحربي أمين عام جمعية تكافل ومدير مجالس الجمعيات الخيرية بالمدينة خرجت بحقيقة مفادها بأن (أيتام المدينة لم يعودوا أيتاما) فلقد قيّض لهم الله من يحيطهم بالرعاية والاهتمام ويوليهم الحبّ ويعوضهم عن الفقد وينقلهم من خندق العزلة إلى رحابة الانطلاق.

مدّ لهم أمير المدينة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان يده مُنتقلا بهم إلى مرتبة الأبناء مُستنفرا من أجل إسعادهم وتوفير كل الإمكانات واختار لهم السواعد المخلصة كي تبتكر وتُبدع لهم وتحول أمانيهم إلى واقع ملموس.

أيتام المدينة لم يعودوا أيتاما ما دام المخلصين الشرفاء لهم ظهير، يعملون لهم ومن أجلهم ويُلبون كافة متطلباتهم.    

ما رأيته في نادي تكافل الاجتماعي كان بحق عملا تكامليّا بكل ما تحمله الكلمة من معان، أماكن للاستقبال والضيافة وصالات للتعليم والتدريب ونادي ترفيهي وفصول دراسية، ومع كل هذا وذاك وعود بنقلات نوعيّة جديدة سيشهدها الغد القريب.

العمل المخلص والرؤية الاستشرافية والنادي العصري في إدارته وإمكاناته جعلت معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يبدأ جولته بالمدينة المنورة من نادي تكافل لرعاية الايتام، يبدأ بها لأنها بحق تستحق أن تكون البداية.

شكرا لصُناع الفرح داخل نادي تكافل الاجتماعي. شكرا لأخي الدكتور عبد المحسن الحربي الذي عرفته منذ سنوات رجلا مُبدعا مُخلصا أمينا ولكني عرفته في جولة النادي بخصال وصفات ومعان جديدة زادت من رصيده ومكانته في نفسي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟