مخلفات المجازر تعرف على مخاطرها
بقلم الدكتور: فهد عبدالكريم تركستاني
تخلف المجازر كميات هائلة من النفايات والتي يجب أن يتخلص منها في أقرب وقت ممكن للحد من التحلل والتلوث بالروائح من جراء التحول السريع الذي قد يطرأ عليها لكونها تحتوي على نسب مرتفعة من الماء وكذلك الأحياء الدقيقة والأنزيمات من المعدة والأمعاء كما أنها تجلب الذباب بسرعة. والمادة الكيميائية كبريتيد الهيدروجين اوً ما تسمى بالبيض الفاسد لرائحته الكريهة التي تشبه البيض الفاسد
و ذلك أن التحول يطرأ عليها نتيجة لتحلل المكونات العضوية الغنية بالمواد الغذائية والماء تحت تأثير الأجسام الحية الدقيقة التي تجد كل العوامل الملائمة لنشاطها. وقد تمثل هذه النفايات بعض المواد الصالحة للاستهلاك والغنية كذلك بالمواد الغذائية التي أصبح بإمكاننا أن نسترجعها ونعيد استعمالها كسماد .
وتشمل نفايات المجازر كل من محتوى المعدة وكذلك الأمعاء والدم وأجزاء من الشحم والإهاب وأطراف والصوف. ويتم تكديس هذه النفايات في ركن داخل المجازر أو المسالخ ليتم نقلها مباشرة بعد انتهاء عملية السلخ والمراقبة الصحية للجثت حيث تدخل هذه الأخيرة إلى البردات وتنظف أرضية المجزرة وتطهر بماء معقم ثم تبعد النفايات الصلبة.
أما الدم فلا زالت المجازر لا تجمعه وطبعا فإنه يصرف مع مياه الصرف ليزيد من حمولتها بالمواد الملوثة فتصبح موضع خطر للمياه خاصة الآبار وللطبيعة بشكل عام وهذا في معظم مجازرنا للاسف . وبإمكان المجازر جمع الدم مع النفايات الصلبة للمساهمة في تقليص التلوث والحد من تحميل المجاري المائية ما لا تطيق من المواد الملوثة البيولوجية خصوصا إذا كانت هذه المجازر بالمدن الداخلية والتي لا منفذ لها على البحر، إذ لا سبيل من رمي المياه المستعملة المحملة بالملوثات في الطبيعة، وربما لا يكون هناك مجرى للمياه فتبقى منحصرة بقرب السكان لتغذيهم بالروائح عبر الجو مع إمكانية نفاذها إلى المياه الجوفية في حالة عدم وجود شبكة صرف صحي .
وتبين أن النفايات تختلف باختلاف الحيوانات إما غنم أو بقر وتختلف كذلك باختلاف طريقة التسمين إما تقليدية وإما حديثة كما تختلف حسب الوقت الذي يذبح فيه الحيوان هل يكون قد أكل قبل الذبح أو تم تجويعه لمدة ليلة أو يوم كامل قبل الذبح لتفادي كميات كبيرة من الروث.
وتختلف المعطيات الخاصة بتركيب نفايات المجازر باختلاف الفصول فتكون جافة نسبيا في فصل الصيف وتكون سائلة في فصل والربيع.
إن التركيب الكيماوي لهذه النفايات جد مغري من حيث المكونات وأهميتها في التركيب الكيماوي للعلائق العلفية للحيوانات.
لقد أثار هذا التركيب الكيماوي اهتمام الباحثين حيث قادهم إلى القيام ببحث يرمي إلى تحويل النفايات الناتجة عن المجازر إلى مواد علفية عالية القيمة. وتبين من نتائج هذه الابحاث أن هذه النفايات يمكن أن تستعمل ضمن التراكيب العلفية بدون أدنى خطر بل كانت أحسن بكثير من بعض المواد المستوردة.
فبالرغم من وجود مخاطر لهذه النفايات اذا لم يتم التخلص منها فورآ لكي لا تكون موطن لبيئات ميكروبية اوً فطريات ممرضة اوً تكون أوبئة كذلك الحال يمكن الاستفادة منها بإعادة تدويرها كأعلاف اوً سماد طبيعي بدل التخلص منه في مرامي النفايات ونحن اليوم نطلع الي استثمارات متنوعة كبدائل النفط ونحن في المملكة وما تميزت به من أعياد مشتركة في الدول الاسلامية كعيد الأضحى الذي يطلق عليه في بعض الدول عيد اللحم اوً موسم الحج كالأضاحي والكمية الهائلة من اللحوم فهل نحن مستثمرون ؟
بارك الله في جهودك دكتور فهد