وزير إعلام الشعب

حديث المدينة

ليس وزير إعلام مأسور بروتين المنصب وخطوطه الحمراء بل صوتاً ينهل من معين قضايانا ويتناولها بطرح سلس وحُجة قويّة، ليس وزير إعلام على طاولته تزدحم الأوراق التي تنتظر التوقيع والقرارات التي تنشد الإجازة بل وزير للشعب يقرأنا ويكتب لنا ويعبر عنّا.

ولأنه لاحق كل قضية -محليّة كانت أو عربية أو دوليّة -عالج الهادئ منها بمشرط جراح وأنهى أوجاع بعضها برأي كحدّ السيف، صعد سطره وعلا بريق حرفه وأصبح القلم المُحتفى به “شعبياً”.

عبد الرحمن بن مساعد -بعيداً عن رُتب الأكتاف- رجل استبدل أحبار قلمه من مداد أسود وأزرق إلى مداد بلون طموحات الشعب وأمانيه، لم يكتب إشباعاً لرغبة الظهور بل إيماناً بدوره كمواطن سعودي في الردّ الجريء على كل قضيّة مسّت البلد أو طالت إنسان هذا البلد.

رجل قرأ الناس قبل أن يكتب للناس لذا تسابقوا في وصفه بصوت البسطاء والمُتعبين والواقفين على شفا جروحهم ومن قبل المقاتل الشرس الذي يملك القدرة على تحويل الحرف لطلقة رصاص.

عبد الرحمن بن مساعد كتب بعذوبة الشاعر ورقّة الانسان وصلابة الفارس المنتصر، ثلاثة أقلام في قلم واحد، لم يترك قضية إلا وأدلى فيها بدلوه الصائب ولم يتجاوز حدثاً إلا وتناوله بجرأة الغيور، لم يقف كغيره على السطر الرمادي بل تخيّر من الألوان أوضحها، أبيض بياض الثلج، أسود في وجه الخائن والمارق وعدو الوطن.

هو وزير إعلامنا الذي يجلس على كرسي بيننا، يقرأنا ويكتب عنا، فالقلم الحرّ صقر حرّ يملك فراسة النظرة وجرأة الطرح والرؤية، يصطاد القضايا حتى لو حلقت بعيداً، دعوه يصطاد، دعونا نعيش مع حرفه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟