أطفالنا يستنشقون دخان السجائر من سجاد وموكيت المنزل

الكاتب : الناشط البيئي الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني

لماذا يتجنب الكثير تغطية أرضيات المنزل بالسجاد والموكيت ويستخدم بدل منه السيراميك أو الرخام أو البلاط الذي يسهل تنظيفه بالماء والمنظفات؟! هل يعرفوا مدى الخطورة؟! أعتقد أن الكثير يحبذه لسهولة التنظيف والآخر كنوع من الديكور والقليل الذي يعرف مدى خطورته على الصحة.
فقد أكدت دراسات علمية أن استخدام السجاد والموكيت لتغطية أرضيات المنازل خطأ كبير يؤدي إلى الكثير من التلوثات البيئية والمتاعب الصحية، وأكد تقرير أن الموكيت يقوم بعمل إسفنجة مشبعة بالسموم؛ كلما ضغطنا عليها تنفث ما بها من سموم وملوثات في أجواء المنزل وهي السموم التي تستقبلها من الأحذية والحيوانات الأليفة والحشرات المنزلية وغيرها من المصادر· إضافة أن الموكيت يحتوي بشكل عادي على نسبة كبيرة من المواد الكيماوية السامة التي لو وجدت في الأجواء الخارجية لأثارت قلق علماء البيئة والصحة بشكل كبير ولحاولوا إيجاد حل لإزالة هذا التلوث! حيث أن الموكيت أحد الأسباب الرئيسية في حدوث حالات الربو والحساسية والسرطان عند الاطفال·
وهذا يعني أن العيش في المنازل ذات الأرضيات الخشبية أو الأسمنتية المغطاة بالرخام أو غيره أفضل بكثير من ناحية متطلبات الصحة العامة، وعند إجراء فحص مخبري لعينات من غبار السجاد المأخوذ من أحد المنازل ظهر له وجود نسب مرتفعة من المبيدات الحشرية المنزلية والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم والزئبق ومواد مسببة للسرطان ومواد سامة أخرى مثل مركبات البيفينول التي منع استخدامها في السبعينات من القرن الماضي وذلك لخطورتها البالغة· ولنا أن نعرف مصادر هذه المواد؛ حيث يتم نقل معظم هذه المواد السامة إلى موكيت المنازل بواسطة الأحذية أو أطراف الحيوانات الأليفة التي تربى في المنازل كالقطط والكلاب بينما تأتي مواد أخرى نتيجة للروائح المنبعثة من المطبخ أثناء طهي الطعام. أو من استخدام المواد المنظفة والمعطرة والمبيدات الحشرية وغيرها من المواد الأخرى المستخدمة في المنزل· كذلك المواد الكيماوية الضارة في دخان السجائر تجعلنا معرضين لعوامل التلوث السامة داخل منازلنا بنسبة تزيد خمسين ضعفا عما نتعرض له في الأجواء الخارجية·
وهناك دراسة مفجعة وهي أن عملية استخدام المكانس الكهربائية لتنظيف السجاد تؤدي إلى نشر الغبار أكثر مما تزيله، ومع مرور الوقت يصبح هذا الشيء مصدرا لنفث المواد السامة، حيث أكدت الدراسة أنه بعد تنظيف الغرفة – خاصة المغلقة النوافذ أي سيئة التهوية – لو جاء طفل يحبوا بعد نصف ساعة من كنس سجاد الغرفة بنصف ساعة يستنشق ما يوازي سيجارة واحدة، كما ذكر أحد المسؤولين في وكالة حماية البيئة الاميركية على أن المبيدات التي تستخدم داخل المنازل مثل (دي. دي· تي) تحافظ على مفعولها لسنوات عديدة وذلك لأنها بعيدة عن تأثير الهواء والمطر والعوامل الجوية الأخرى التي تحللها وتبطل مفعولها في الأماكن الخارجية· وحذر من أن الاطفال هم الأكثر عرضة للخطر لأنهم وبشكل متواصل يضعون أيديهم في أفواههم بعد أن يلمسوا السجاد والموكيت والأثاث المنزلي، كما أنهم يتنفسون بمعدلات تزيد عما هي عليه عند الكبار· ويقدر الباحثون أن كل واحدا من الاطفال الذين تقل أعمارهم عن العامين في أميركا يحصل يوميا على 110 نانو جرام من مركب البنزوبيرين وهو ما يعادل تدخين ثلاثة سجائر يوميا، ويعرف أن هذا المركب الشديد السمية يوجد عادة في دخان السجائر وروائح الطهي فأوصي بشدة إذا لزم استخدام السجاد والموكيت فبالضرورة التهوية الجيدة للغرف لمدة ساعتين على الأقل يومياً وخاصة وقت التنظيف واستخدام المكنسة.
صحتنا من صحة منازلنا
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟