الشهادة الأدبية من المفهوم للتوثيق في كتاب الصفراني

فكرة بدأت من 2014 وعادت من جديد 2021

 حديث المدينة

بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على فكرته صدر للدكتور محمد الصفراني أستاذ الأدب والنقد والدراسات البينية في جامعة طيبة كتابه الجديد بعنوان “ما بعد الشمولية: الشهادة الأدبية في الأدب العربي الحديث، بحث في المحاقلة بين القانون والأدب” وكان المؤلف قد نشر نواة الكتاب وفكرته -سابقا -في بحث علمي في أحد المجلات العلمية المحكمة بمصر.

ويطرح الكتاب مصطلح ما بعد الشمولية وصفا لخطاب الشهادة الأدبية الذي يعده شكلا كتابيا سرديا جديدا في الأدب العربي تضافر على إنتاجه حقلان معرفيان هما: القانون والأدب ويطور المؤلف مفهوم (المحاقلة) الذي طرحه وطبقه في كتبه السابقة فيفتحه على التناص ويصهرهما في (استراتيجية التناص الحقلي) ليحلل بها خطابا إبداعيا بكرا هو الشهادة الأدبية.

ويأتي كتاب د. الصفراني على أربعة أبواب كل باب يحوى عددا من الفصول حيث يتناول الفصل الأول مفهوم الشهادة من القانون إلى الأدب، وفيه يُحاقل الشهادة الأدبية من حقل القانون إلى حقل الأدب ثم يتناول الصفراني في الفصل الثاني أركان الشهادة الأدبية، وفيه يحلل الشهادات الأدبية، عبر فرعيها الرئيسين: الذاتي والغيري،  ويحمل الفصل الثالث   أنواع الشهادة الأدبية، وفيه يحلل الشهادات الأدبية في ضوء أنواع الشهادات القانونية، ويحدِّد الأنواع التي جاءت عليها الشهادة الأدبية من أنواع الشهادة القانونية، حيث جاءت الشهادة الأدبية متطابقة مع أربعة من أصل خمسة أنواع للشهادة القانونية، وهي: المباشرة، والسماعية، والتسامعية، والشهرة العامة.

ويأتي الباب الثاني بعنوان (أشكال الشهادة الأدبية): ويهدف إلى تحليل الأشكال الأدبية التي تعد، في وجه من أوجهها، شهادة أدبية، أو محاضن شكلية للشهادة الأدبية، ويبنى فصوله وفق تقسيم الأشكال الأدبية على مجموعات، بناء على الفن الرئيس الذي يستقطب كل مجموعة، ويضم ثلاثة فصول: الفصل الأول: الأشكال المقالية، وفيه يحلل الأشكال الأدبية الأقرب إلى روح المقالة، مثل: المقالة، والمقدمة بأنواعها: المصاحبة، والذاتية، والغيرية، والمحيطة، والبيان الأدبي، والدراسة النقدية، والحوار فيما يتناول الفصل الثاني الذي يحمل عنوان  الأشكال السيرية تحليلا للأشكال السيرية بوصفها محافل – محاضن شكلية للشهادة الأدبية، سواء كانت ذاتية أم غيرية، مثل السيرة الذاتية، والمذكرات، والذكريات. من منطلق أن كتاب هذه الفنون، إنما يمارسون كتابة شهاداتهم الأدبية تحت مظلة هذه الفنون. ثم ينتقل الكاتب لشكلي الرحلة والتوقيعة، ويحلل فيه الشكل الرحلي بوصفه شهادة أدبية مباشرة، تقوم على تدوين ما رآه الراحل بعينه في صورة طبق الأصل لما يقوم به الشاهد عندما يصف ما رآه وسمعه وأدركه بحاسة من حواسه، ويحلل في هذا الفصل شكل التوقيعة، بوصفه شهادة أدبية موجزة ومكثفة وبليغة، تجلت في مواطن متعددة من كتب الشهادات الأدبية.

ويأتي الباب الثالث بعنوان (عتبات الشهادة الأدبية): وفيه يحلل عتبات كتب الشهادات الأدبية من وجهة أجناسية تؤكد حضور الشهادة الأدبية شكلاً مستقلاً، في إطار السرد العربي الحديث، وتقسم العتبات على مجموعات وفق تمظهراتها المكانية، ويضم هذا الباب ثلاثة فصول: الأول بعنوان: المصاحبات النصية، ويحلل فيه عتبة العنوان في مجموعة محددة من كتب الشهادات الأدبية، ويشمل تحليل العناوين الرئيسة والعناوين الفهرسية. والثاني بعنوان: الأغلفة، والبيانات، والأسماء، وفيه يحلل معطيات الغلافين الأمامي والخلفي، لعينة محددة من كتب الشهادات الأدبية، ويحلل بيانات النشر، وأسماء المؤلفين. ويأتي الفصل الثالث بعنوان: الإهداء والمقدمة، وفيه يحلل الإهداءات، بصيغتيها المطبوعة والمخطوطة، والمقدمات بنوعيها الذاتي والغيري، ليختم به تحليل عتبات العينة المختارة من كتب الشهادات الأدبية، ويخلص منها إلى نتيجة تؤكد رسوخ جنس وشكل الشهادة الأدبية في الأدب العربي الحديث.

ويأتي الباب الرابع بعنوان: وثائقية الشهادة الأدبية، ويهدف إلى إبراز الجانب الوثائقي في الشهادات الأدبية من خلال تحليل التقنيات الحجاجية في الشهادات الأدبية، وتبيان توثيق الشهادات الأدبية الجانبين الاجتماعي الأدبي والتاريخ أدبي لكتابها ومجتمعاتهم للشهادات الأدبية، ويضم هذا الباب فصلين: الأول بعنوان: تقنيات الحجاج في الشهادات الأدبية، ويحلل فيه أبرز التقنيات الحجاجية في الشهادات الأدبية، مثل: الحجج المنطقية، والتناقض وعدم الاتفاق، والتماثل والحد، والعلاقة التبادلية، والحجج البلاغية، والاستعارة، والمذهب الكلامي، وتقسيم الكل إلى أجزاء، وحسن التعليل. ويأتي الفصل الثاني بعنوان: الشهادة الأدبية وعلم الاجتماع الأدبي، ويحلل فيه الشهادات الأدبية من منظور علم الاجتماع الأدبي، ويدرس فيه علم الاجتماع والأدب، والعمل الأدبي، والأجناس الأدبية والأساليب، والجمهور. ويختم الكتاب بخاتمة لأبرز النتائج.

يذكر أن الكتاب صدر عن مركز أبو ظبي للغة العربية ” إصدارات” ويقع في ثلاثمائة وسبعين صفحة ويضم أربعة أبواب.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟