91 عام سعيد للحبيبة..

 

٩١ عاماً مضى على التاريخ الذي تم فيه توحيد المملكة العربية السعودية بجهود مختلفة عن أي جهود بُذلت في بناء دولة مجدها يعانق السماء يوماً بعد يوم وترابها يحتضن ابناءها بأمان وشعبها يستحق كل ذلك ، واستعداداً لتجهيز الإحتفالات باليوم الوطني السعودي الواحد والتسعون نشاهد حولنا دعم المشاريع واعلانات العروض والخصومات في كل مجال فيما يتمثل وكأنه الإحتفال بالعيد الحقيقي .. العيد الذي يرقص فيه الصغار ويفتخر به الكبار ويفرح فيه المنجزين ذوي البصمة السعودية المتميزة في الرياضة ، الاستثمار ، السياحة ، الترفيه ، المشاريع التجارية ، العلوم الطبية وبراءات الإختراع ، خدمات الحجيج وحفظ كتاب الله الكريم والعمل به ، حتى وصولنا إلى مراحل وتفاصيل الحرب ضد جائحة كورونا وبفضل الله والجهود المقدمة من عدة جهات في الدولة احتلت المملكة العربية السعودية المركز الثاني مكرراً على باقي دول العالم بين ١٢٠ دولة في مؤشر نيكاي لنسب التعافي من الجائحة.

يعتبر نمط العيش في البيئة السعودية هو أحد البيئات التي استطاعت أن تكون البيئة الداعمة التي تزود الفرد با لقوة .. والبيئة المنسجمة المتفهمة المنسجمة بالأخذ والعطاء والتنوع والاختلاف الذي يخلق التوازن الحقيقي في الحياة .. البيئة الآمنة التي تأمن فيها على نفسك وحقوقك ووقتك وجهدك وأموالك .. والبيئة المتطورة التي لاتتوقف عن التغيير للأفضل لاتتوقف عن الحركة والعطاء والإبداع .. وهذا النوع من البيئات استطاعت خلق وضوح في رؤية مستقبل مشرق جداً لمساحة على الكرة الأرضية لم تكن سوى صحراء قاحلة تم صناعة الحياة بجودة عالية على أراضيها ، وساهم في هذه الصناعة مرونة العمل على تحقيق التوزان في توزيع مهام العمل بين الرجل والمرأة على مر السنوات منذ أن بدأت القصة في أحد الأزمنة حيث كانت المرأة هي الكائن الذي اقتلع جذور الحرية من باطن الأرض وتسلح ببدء استقبال حقوق الجهد والصراعات وطبب جروح النزاعات بعد صبر الطيّبات منهن لوقت طويل ونقل جينات الأمل إلى الأجيال التالية وبعد قولبة الأصول والعادات إلى فروض إلزامية ورغم كل الظروف وتقلب الأجواء إلا أن المرأة السعودية استطاعت أن تكون وجوداً قوياً ثابتاً وغاية في الأهمية لوطنها .

ولا أقصد الكل هنا ولكن كان الرجل هو الكائن الأكثر مقاومة لهذه الحرية والتي تعتبر من ضمن حقوق الإنسان قبل تصنيفه إلى ذكر أو أنثى ، وظل يحارب ويقف في منتصف الطريق ليرمي الأشواك ويدبر المكائد حتى لا تنتصر عليه غريمته المرأة .. وكنتيجة فطرية ظلت الإناث تسعى وتسعى خلف الحصول على حقوقهن الأساسية وتطالب بالمساواة و الإلتحاق بجميع التخصصات والعمل على موازنة الواجبات المنزلية مع الحقوق الزوجية وتربية ورعاية الأطفال تحت ضغوطات العمل والإنجاز وكل هذا حتى لا تخرج مهزومة ويقال عنها أنها لاتعرف ، لا تفلح ، غير مؤهلة أو غير كافية .
والمضحك خلال هذه الحرب أن كلاً منهما كان يناقض الآخر في حصوله على حقوق أو ممتلكات لا يستطيع أن يستفيد منها كونها لا تفيد فطرته السليمة ( إذا كان واعياً لها ) ، حيث يحتاج الرجل إلى متطلبات ظاهرها مادي وباطنها معنوي بعضها نفسية مثل التقدير ، القبول والثقة وبعضها عاطفية كالحب والصداقة واللطف فضلاً عن الاحتياجات الجسدية للجنسين، والمرأة أيضاً لها بعض المتطلبات والتي في أصل ظاهرها معنوي لكن باطنها مادي كالاهتمام المستمر، الأمان ،المادة والسكن ثم الأمومة ..
وفي إطار هذه العلاقة بين الجنسين عاش أغلب أفراد شعب المملكة العربية السعودية يناضل لنيل مطالبه إلى أن وضحت الرؤية لنا مؤخراً على يد القيادة الحكيمة لتؤكد ثبات الحقوق الإنسانية بوضع القوانين الرادعة وحفظ الأمن والأمان والعيش بكرامة لكل فرد مقيماً كان أم مواطناً ، رجلاً كان أم امرأة .. وهذا التحول تمثل في فتح فرص العمل للمرأة في أغلب المجالات التي كانت تعتبر ممنوعة منها ، وحققت نجاحاً ملحوظاً في الإبداع بها مما جعل الرجل يعود إلى فطرته في الأعمال التي تناسب تكوين وتركيبة عقله وجسده ليستخدم المنطق وأدوات الحماية في أماكنها الصحيحة ويوفرها للمرأة .. كما عادت المرأة إلى فطرتها في تكوين ذاتها وترتيب الأولويات في حياتها والتي ساعدتها في فهم تركيبة الرجل وتلبية متطلباته للعيش متوازناً .. فا أعاد هذا البند الجنسين لتوفير الاحتياجات اللازمة لكلاً منهما .. ورغم أن هذا الأمر هو جانب واحد فقط من عدة مئات الجوانب التي عملت رؤية المملكة المستقبلية على تعزيزها للعمل يداً بيد لبناء هذا الوطن ، برأيي المتواضع هذا الجانب هو أبسط وأهم البنود التي ساعدت وستساهم في ظهور المملكة كضوء لا يخفى ضيائه بمشيئة الله .. ولاشك أننا نعلم بأن موازين العالم متغيرة منذ الأزل ، وتكيًف من خلالها أغلب البشر عبر العصور بقدر استطاعتهم دون تغيير لفطرتهم السليمة .. ولكن في نهاية هذا المقال أود أن أقول ..

دام عزّك مملكتي الحبيبة ..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟