اقتلوا المُسنيين

اقتلوا جميع من تخطّوا الستين عُمرا أو يزيد، فقد أخذوا نصيبهم من الحياة، ولم يعُد لوجودهم قيمة، كما أن بقاءهم بات مٌملا وثقيلا، هم عبء مُضاف على الحياة بل هم سُكان قُدامى على عصر جديد، وجودهم بالأسواق يثير زحاما وبالمطاعم يثير الدهشة وبالمسابح يفجّر الضحك والاستهزاء.
حياتهم انتهت؛ وكاذب من يظن أنها تبدأ في هذا العمر.
أنت متهم بممارسة الحياة!
أنت تنتهك حرمة المقاهي والمطاعم ومحلات الآيس كريم التي تذهب إليها!
لماذا تستمتع بالحياة وما بينك وبين القبر خطوة والقبر ينتظر فما جدوى الركض في ممشى والتسوّق والسفر والرحلات؟!
أنت في نظر “حُثالة” مجرد (شقر دادي) وكائن مُسن يستهجن حتى وجوده في الأماكن العامة.
لماذا تسافر ولماذا تأكل البُرجر والأيس كريم، لماذا تتهندم وتتعطر لماذا تستمتع بالحياة!

في منطق الجهلاء المتقاعد مسن و”ميّت” مع إيقاف التنفيذ لهذا يتم التندر عليه وإطلاق النكت، فيما يرفعه العقلاء في كل بلاد العالم إلى مرتبة المولود، تبدأ حياته مع الساعات الأولى من تقاعده، ينطلق ويسافر ويتحرّك ويرتاد المطاعم ويجلس على المقاهي متى أراد وأي وقت شاء.
ثقافة مريضة انتشرت مؤخراً تملكت الجاهلين ممن يزنون الحياة على ميزان الأعمار ويرونها حقا لعمر ومنكراً لعمر، وسائل التواصل نقلت هذه الأنفاس القذرة والمتخلفة والجاهلة وهي تتهكم على المسنين وتستنقص من شايب تم مشاهدته في مول أو عجوز تم مشاهدتها تجري في ممشى!
ما أقبحكم وما أرذل ما تفوهتم به على الأمهات والأباء في هذا العمر.
قبيح يتطاول على الآباء في سنابه ويصفهم بـ “شقر دادي” وآخر أقبح منه يقول للأمهات بينك وبين القبر متر (إيش تبغين بالحياة؟!).
ما هذا قبحكم الله
ما هذا التطاول الفج والصفاقة العجيبة
والتربية المتدنية.
أين أنتم من قول رسولنا صلى الله عليه وسلم
ليس منا من لا يوقر كبيرنا ولا يعطف على صغيرنا؟!.
أينكم من أبائنا وأجدادنا الذين شاهدناهم كيف يقدرون الكبير ويحترمونه؟!، لماذا هذه النظر الصفيقة لكبارنا؟!

أينكم من أبائنا وأجدادنا الذين شاهدناهم كيف يقدرون الكبير ويحترمونه؟!، لماذا هذه النظر الصفيقة لكبارنا؟!

عش أيها الهامة وتمتع كما شئت، مارس الحياة كما تريد وأبدأها متى أردت من جديد.
الستون والسبعون مجرد أرقام لا قيمة لها في حسابات الفرح والانطلاق..
مارسوا حياتكم ولاتهابوا سطوة الجهل من أجيال
تعتقد أنك إذا بلغت الستين فيجب عليك أن تموت.
ختاماً..

يظن الشباب أن كبار السن حمقى، أما كبار السن فيعرفون أن الشباب حمقى
جورج شابمان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟