
صُنع في السوشيال ميديا
نعيش الآن في عالم تغيرت فيه المفاهيم والقيم الإنسانية وسلوكيات البشر والتحديات وتقريباً يومياتنا وكل ماحولنا من شروق الشمس حتى غروبها.. لم يعد الأكل كما هو، ولا تقنيات التعليم أو طريقة التواصل، ولا نمط التفكير ولا حتى طريقة كسب لقمة العيش بوضوح.. أصبح العالم يتخبط بين كل ما يظهر على ساحات التواصل الاجتماعي ليتطابق مع موجات التغيير ومواكبة العصر الحديث.. بمعنى آخر حتى الجدّات أصبحن مهتمات بالترند والمنشن واللوكيشن ليترجمن لغة تواصلهن التراثية مع خلطة السوشيال ميديا..
وساهم في هذا التغيير سرعة ارتفاع كمية اللهث وراء فقاقيع المشاهير وكلاكيع الإعلانات وأوهام الإحتيال الإلكتروني على مدار الساعة وفي تطوير استخدام اللغة الحديثة للتجارة الإلكترونية الموازية لأكياس القمح والشعير في العصر القديم مقابل صُرر الدنانير القماشية.. ولكن..
هل يوجد تشابه بين هذه الأزمان في القيم والسلوكيات والرسائل المبطنة خلف ستار كل تاجر؟!
هل نستطيع فهم الآلية التي يعمل بها هؤلاء التجار والتأكد من مصداقية السلع؟!
هل تكوين العلاقة الجيدة مع التاجر الناجح هي فرصة لفتح أبواب رزق جديدة؟!
هل تجار العصر الحديث مستعدون لخطط طوارئ مستقبلية؟!
هل الأرباح الرقمية الحالية تمثل جزءً من النجاح الوهمي في العالم الإفتراضي (نسبة لارتفاع المشاهدات)!
هل الوعي الرقمي حالياً كفيل بضمان ما يسد احتياج الأجيال القادمة!
هل نحن على استعداد لبناء الجيل القادم على قيم ومبادئ لم نشهدها من قبل؟!
والسؤال الأهم.. هل هناك سعة ووضوح لرسائل وسلوكيات الأفراد الوهمية في العالم الواقعي!
إن ما نشهده في العالم الحالي هو طفرة كباقي طفرات التغيير في الأزمنة السابقة الواقعة بين تأييد ودعم أو رفض وإنكار المجتمع.. وهو ما يُعرّف بمصطلح الإختلاف بين الناس .. فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، و “إختلاف أمتي رحمة”.. وشخصياً يهمني التركيز على ما خلف الكواليس الحقيقة والتي تنعكس في الواقع بمعنى أنه إذا كان باب النجار مخلّع فيُفضّل أن يتحول شغف النجار ليصبح لحّام او ميكانيكي أفضل من تركه للعمل أو جزء من الشغف الذي سيصنعه مبادراً إلى تجارة وهمية تجعل أولادنا يصدّقون ما يرونه في العالم الإفتراضي ويتشبثون بمتطلبات وأوهام حياة المحتالين حتى يخوضو التجربة بأنفسهم ليجدوها عكس الواقع بالتمام.
بكل صراحة ما أشاهده حالياً أو أقابله صدفةً في السوشيال ميديا إما هدف نبيل ورسالة راقية أو مطبعة نقدية رقمية ومسابقات لإيحاءات جسدية لا أكثر.. حيث لم أجد ما يتوسط هذه المرحلتين إلا رأي المتابع فقط وقدرته على مواصلة المتابعة. فإما بيعت السلعة وإما تم شراء الذات بنجاح.
“الذين اشترو الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم”.. هي بوصلة الإتجاه القادمة.
كن واعياً.