عام جديد أم سنة جديدة!

العام والسنة كلمتان تدلان على مفهوم واحد وهو مدة دوران الأرض حول الشمس دورة كاملة تستغرق تقريبًا 365 يومًا أي ما يعادل اثني عشر شهرًا.

واستخدام (سنة) غالبًا هو الأساس، أما (عام) فهو استخدام خاص، فالسنة هي وحدة القياس الرئيسة ويمكن أن تبدأ من أي يوم إلى اليوم الذي يسبقمماثله بعد الثلاثمائة والخمسة والستين يومًا اللاحقة كقياس العمر مثلاً، بينما العام يبدأ من أول السنة الفعلي إلى آخر يوم فيها. هكذا اصطلاح العلماء في الاستخدام.

ومن خلال ماورد في القرآن الكريم نجد إن استخدام لفظ (سنة) يكون في الشدة والخوف والقلق، واستخدام (عام) في الدعة والسعة والاستقرار قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ

ومع هذا فلا يمكن الجزم بضرورة استخدام لفظي (سنة وعام) بشكل مخصوص بالشدة أو الرخاء، حيث تم استخدام (سنة) في الرخاء و(عام) في الشدة في كلام العرب ولا إشكال في ذلك، لكن وبحسب العلماء ومفسري القرآن الكريم فالسنة مرتبطة بالشدة والعام مرتبط بالرخاء وفي الموضوع توسع كبير.

والعام ارتبط عند العرب بما حدث خلاله من أحداث عظام كعام الفيل، وعام الحزن وعام الرمادة وغيرها.

وهناك أيضًا ألفاظ تؤدي نفس المعني في قياس الفترة الزمنة للسنة كالحجة، وجمعها حجج وتكون غالبًا في العقود كما في قصة موسى مع شعيب عليهما السلام “على أن تأجرني ثماني حجج”.

وتأتي أيضًا في غير العقود، قال لبيد بن ربيعة في معلقته (دمن تجرم بعد عهد أنيسها   حجج خلون حرامها وحلالها)

وكذلك الحول وهو المؤرخ من اليوم المراد حتى بلوغ ما يوافقه بعد مرور عام كامل على أن تكون هناك ممارسة عملية وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ

وباعتبار الحياة ممارسة عملية للعيش قال زهير: سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش   ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ

وقال آخر:

أزائدَ لا أَحَلْتَ الحَوْل حتى    كأَنَّ عَجُوزَكم سُقِيَتْ سِمَاما

وخلاصة القول إن سنة وعامًا وحجة وحولاً كلها مترادفات لغوية مؤداها نفس الغرض وهو قياس الفترة الزمنية، واستخدام كل لفظ طبقًا لمقتضى الحال أبلغعند المنشئين المتخصصين، ولا مشاحة في استخدام أيّ منها للتعبير عن الفترة الزمنية.

خمس وستون.. في أجفان إعصار     أما سئمت ارتحالا أيها الساري؟ 

(غازي القصيبي)

وعموماً أرجو أن تكون سنة خير وعام رخاء وسعادة للجميع .

وكل عام وأنتم بخير..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟