
آفة البلاستيك مُتغلغلة في حياتنا
انتبه مؤخراً المركز الوطني لإدارة النفايات وقرر الاستغناء عن الأكياس البلاستيكية في البقالات والمحال التجارية لتأثيره على البيئة، وإيجاد البدائل المناسبة، وهو بلا شك قرار أسعد المهتمين بخطورة وتأثير هذه المادة السامة على الأنماط البيئية في الأراضي اليابسة، والتربة الزراعية والكائنات الحية، وكذلك في البيئة البحرية والمسطحات المائية بكل ما تحتويه من كائنات.
ومنذ وقتٍ مُبكر انتبه العلماء لخطورة هذا الأمر، وبدأوا في نشر الوعي والبحث عن البدائل، وساهمت مراكز الأبحاث والمنظمات المختصة بالبيئة في العديد من الحملات التثقيفية بهذا الشأن.
ورغم معرفة الجميع بخطورة المواد البلاستيكية خصوصاً التي لا يُسمح بإعادة استخدامها مرة أخرى، ومدى تأثرها بدرجات الحرارة، إلا إنها وسيلتنا الوحيدة لعقود من الزمن في حفظ وحمل المواد الغذائية الاستهلاكية اليومية.
وبحسب ما ذكر مدير الاتصال المؤسسي بالمركز الوطني لإدارة النفايات بأنه قريبًا سيتم الاستغناء عن الأكياس البلاستيكية في البقالات بسبب أضرارها على بيئة المملكة، فإن تأثير البلاستيك لا يقف عند التأثير على البيئة فقط لكنه يؤثر على الصحة العامة وصحة البشر بشكل خطير وخطير جدًا، فقد توصلت بعض الدراسات إلى أن هناك مواد كيميائية معينة من الممكن أن تخرج من البلاستيك لتدخل في طعامنا وشرابنا ولها ارتباطات بمشكلات صحية عديدة، حيث يحدث تفتت للمواد البلاستيكية بشكل سريع عند تعرضه لدرجات الحرارة المرتفعة.
ولا أعرف كيف سنتخلص من هذه الآفة المُتغلغلة في أنماط حياتنا اليومية بشكل دائم فنحن نستخدم البلاستيك في حفظ الأغذية وتسخينها، وفي المطاعم والبوفيهات بشكل لافت.
البروفيسور عبد المعين الأغا استشاري الغدد الصماء بجامعة الملك عبد العزيز أشار في أحد الصحف إلى أن هناك تقريرًا صحيًا يشير إلى حوالي ثمانمائة مركب كيمائي في البلاستيك تدمر وتربك الغدد الصماء، واختلاطها بالمواد الغذائية يضر بالصحة، وأخطر هذه المركبات هو أملاح واسترات حمض الفثاليك (الفثالات) و(بيسفينول أ) الموجود في العديد من المنتجات، ومنها الأواني المصنوعة من البلاستيك الخاصة بحفظ وتسخين المواد الغذائية.
كل هذه المخاطر التي كانت سببًا في العديد من الأمراض والمآسي الصحية لم يتم التعامل معها بجدية إلا في الآونة الأخير.
أرجو ألا يطول انتظار القضاء على هذه الآفة الخطيرة، والاستعجال في إيجاد البدائل المناسبة من المواد القماشية أو الورقية.