علم العاديات .. دراسات انسانية تخدمها المتاحف

لاحظنا في الآونة الاخيرة كيف أطلت السعودية على العالم بوجه مشرق من خلال عدة اكتشافات أثرية استثنائية عظيمة، أكدت من خلالها عمق الحضارة التي امتازت بها ارض المملكة العربية السعودية، فمن آثار لوجود البشر قبل عشرات الالاف من السنين مروراً باكتشاف أدلة لوجود آلاف البحيرات، والأنهار، والغابات، والكائنات في أنحاء المملكة، وصولاً الى الاعلان مؤخراً عن اكتشاف بقايا حوت منقرض قبل 37 مليون سنة، وغير ذلك من الشواهد الزاخرة بالكثير من الارث التاريخي الذي سينمو مع كل اكتشاف جديد.

 

ان علم الاثار والذي أطلق عليه العرب قديماً علم العاديات نسبة الى قبيلة عاد البائدة، علم مهم لدراسة مسيرة الإنسان والحضارة الانسانية من خلال البقايا المادية في المواقع الأثرية، والبياناتِ البيئيةِ، بما فيها المنشئات المعمارية والمصنوعات اليدوية والحقائق الحيوية للبقايا البشرية.

 

لقد بدأ علم الآثار في العصور القديمة كهواية لدى المولعين بتجميع التحف وحفظها، فنجد الرومان كانوا مولعين بجمع التحف الاغريقية، وفي عصر النهضة الأوروبية أصبحت المخلفات المادية رموزا لحياة مثالية يهدف المجتمع إلى إحيائها والعيش فيها، وفي عصر التنوير بات علم الأثريات علم مهم له دلالاته تاريخية. وأخيرا في هذا العصر أصبح علم الآثار من شؤون الدول والمؤسسات العلمية التي تقوم على العناية به والكشف عن المعلومات التي تتعلق به، وتساعد في فهم نشاط الانسان وتفاعله مع بيئته ومعرفة الاتجاهات الفكرية والاجتماعية السائدة في فترة معينة من الزمن.

 

من هنا بدأت قصة المتاحف التي قامت في الأصل لحفظ هذه الآثار ودراستها. وقد شجع على نموها علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الطبيعة وهواة الجمع لتصبح أماكن للاحتفاظ بالمجموعات التي تم الحصول عليها. وبدأت تتطور لتشهد في القرن التاسع عشر تأطيرها كمؤسسات من شأنها أن تثقف وتحضر عامة الناس. لتتأسس بعد ذلك جمعية المتاحف العالمية وهي أول منظمة عضوية مهنية للعاملين في مجال المتاحف. الى أن اكتسبت دراسة المتاحف زخمًا واهتماماً متزايدًا بعد انشاء جمعية ال ICOM في عام 1946م، لتظهر بعد ذلك أشكال جديدة من علوم المتاحف كوسيلة لتنشيط الدور التعليمي للمتاحف.

 

أخيراً .. صرح الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية، م. عبدالله الشمراني، إن الحوت المكتشف شمال غرب السعودية مؤخرًا، سيكون جاهزًا للعرض في أحد متاحف المملكة خلال عام 2022. وهنا يأتي دور المتاحف في خدمة علم الآثار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟