علي حافظ

شاعر من المدينة

 

علي عبدالقادر عثمان حافظ -رحمه الله، المولود في المدينة المنورة عام 1327هـ، والمتوفى عام 1407هـ، والدته السيدة فاطمة صادق السعيدي، وهما اللذان وصفهما في كتابه «نفحات من طيبة» بأنهما «شجرتا الفل اللتان كانتا تظللاننا بأوراقهما، وتحتضناننا بأغصانهما، وتنعشاننا بأريج عطرهما»
أسس مع أخيه عثمان حافظ صحيفة المدينة المنورة عام 1356 هـ، وتدرجت من أسبوعية، إلى نصف أسبوعية، ثم يومية عندما أصدرها في جدة عام 1382 هـ، وقد اشتركا في إدارتها وتحريرها قرابة ثلاثين عامًا، حتى انتقل امتيازها إلى مؤسسة المدينة للصحافة.
اختير عضوًا في مؤتمر الأدباء السعوديين المنعقد بجامعة الملك عبدالعزيز عام 1394 هـ، وعضوًا في المؤتمر الصحفي العالمي في طوكيو عام 1398 هـ، وعضوًا في مؤتمر الصحافة الإسلامية الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي المنعقد في قبرص الإسلامية عام 1399 هـ، وعضوًا في مؤتمر الإعلام الإسلامي المنعقد في جاكرتا عام 1400 هـ.
من مؤلفاته المطبوعة: “فصول من تاريخ المدينة المنورة”، طبع عام 1388 هـ، وأعيد طبعه سنة 1405 هـ، “سوق عكاظ” من منشورات المكتبة الصغيرة -دار الرفاعي، (أضواء من تاريخ المدينة)، وهي مجموعة أحاديث قدمها للإذاعة السعودية، ولديه مجموعة المقالات التي نشرتها له صحيفة المدينة من عام 1356 هـ إلى عام 1405 هـ. وكتيب عن نخيل المدينة المنورة، وديوان باسم (أولادنا)، وفي عام 1404 هـ أصدر ديوانه (نفحات من طيبة).
وقدم له محمود عارف.. “الشعر هو الشعور، وأصفى الشعر هو الذي يندفع من قلب شاعر حساس، وفي إحساسه نبضات حية تتدفق تدفق الجدول الرقراق على الأرض الخضراء. والشعر في عالم الإنسان ضرورة من لوازم الوجود…، وبين الشاعر والشعر رابطة وجدانية تلتقي عند الشعور المرهف، والتلقي الملهم.
وصاحب ديوان نفحات من طيبة معروف في الأوساط الأدبية بأنه من شعراء العقيق وقباء وسلع وأحد، وهو فوق هذا لا يدعي الشعر تمشيًا مع سلوكه في التواضع وإنكار الذات”!
وفي شعر (علي حافظ) نبضات متوهجة ومشاعر متفتحة ترتكز على أدب زاخر، نابع من إحساس عميق، ومعاناة متزنة، وتجربة متينة، مع لغة سلسلة وخيال قريب، وهو شاعر مناسبة، وشاعر أمكنة.
ومع ذلك لم ينعته العامة شاعرًا، فهو كغيره من الرواد الذين تنوع طرحهم، وتميز نتاجهم في العديد من المجالات المعرفية والثقافية.
سقاكِ الله يا تلك المغاني بطيبتنا فما أحلى رُباها
وباكرها النَّسيمُ بكلّ عِطْرٍ يفوح شذىً وينمو في ثَراها
فما أحلى المقيلَ بسفح سَلْعٍ وفي وادي العقيق وفي قُراها
هي البلدُ الذي آوى رسولاً من المولى المهيمن في ثَراها
هي البلدُ الذي ضَحَّى بمالٍ ونفسٍ حين ضَنَّ بها سِواها
هي البلدُ الذي مَنْ رام خيرًا وهَدْيَ الله أوغلَ في هُداها
بها الأنصارُ أبطالٌ أُباةٌ حماةُ الدَّارِ إن آتٍ أتاها
يُريقون الدِّماءَ بلا دُموعٍ إذا ما الحربُ قد دَارَتْ رَحَاها
أطاعوا أحمد الهادي وساروا بإيمانٍ على سَنَنٍ مشاها
فطُوبى للمدينة ثُمَّ طُوبى لمن نالوا الجِوارَ بها وجاها
في عام 135، قام شاعرنا برفقة عدد من أصدقائه بزيارة لـ(الحمى) حين وقت الربيع، في نزهة واستجمام -كما يقول- بإذن من أمير المدينة وقتها، والحمى تبعد عن المدينة 45 كيلو شرق المدينة المنورة بوادي المرية، وهو من وادي الشعبة الذي يسيل في جنوب أحد للغابة، ويسمى إذا وصل أحدًا وادي قناة وسيل سيدنا حمزة. وكانت الأرض معشوشبة ومخضرة. (قال): “وكان أكثر طعامنا ألبان الإبل والغنم، ومكثنا حوالي شهر”.
فقال قصيدة ذكر فيها بعض الأماكن والجبال:
أمير المدينة صنت حمىً يعز على كل باغ عنيد
فغربيه شقرة وبشرق صخيبرة وعبيل الأسود
وقعساؤه بالشمال استطالت ووادي المخيط جنوب الحدود
رأينا جبـالًا تسيل زهورًا وأرضًا تميد بعشب جديد
كأن الشعاب بساط بديع وشته يد الغيث وشْي البرود
كأن الجبال ملوك قعودًا ككسرى وقيصر أو كالوليد
عليهم ثياب من الخز ضاءت بنور كبدر بدا في عقود
تبسـم فيهـا الربيع ففاح أريج عطور بتلك النجود

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟