كرة القدم.. ثقافة أثرتها المتاحف

بقلم : م. حسان طاهر

نستطيع الجزم بأن الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم يعتبرون مراوغات مارادونا وتسديدات بيليه وتمريرات زيدان وتدخلات بوفون وغير ذلك من مهارات أساطير كرة القدم هي بمثابة “أعمال فنية” وجزء لا يتجزأ من الثقافة الفنية للحضارة الحديثة التي باتت فيها الرياضة اسلوب حياة. فالأمر يتعلق بنظرهم في متعة المهارات الفنية التي لا يمكن أن تتكرر إلا عبر المقاطع المسجلة أو الارشيفات الموثقة.

لذلك أضحت كرة القدم، رغم طابعها السريع، عنصراً أساسياً في الكثير من المتاحف العالمية. وباتت متاحف كرة القدم المتخصصة أحد المعالم السياحية التي لا تقل أهمية عن غيرها من المتاحف الأخرى، ومزارات مهمة لعشاقها حول العالم.

بل نجدها تخطت ذلك أحياناً في بعض الدول لتكون بمثابة متحف لتاريخ الدولة برمته كما هو ملاحظ مع متحف كرة القدم في ملعب باكايمبو في ساو باولو، البرازيل. إذ تشكل كرة القدم بالنسبة للشعب البرازيلي نمط حياة قائم بحد ذاته.

واذا ما نظرنا الى الشعبية العارمة للأندية الشهيرة حول العالم، والتجربة الاسبانية خصوصاً كناديي ريال مدريد وبرشلونة فسنجد هذه الشعبية قد أسهمت بشكل كبير في رواج هذا النوع من المتاحف، لذلك قامت معظم الأندية عبر العالم بإعداد متاحف خاصة لها من أجل عرض الألقاب والكؤوس ومجموعة من الأغراض التي من شأنها إثارة إعجاب الجماهير. كما أقبلت العديد من الاتحادات الوطنية على هذا التقليد، وأضحت تمكن الزائرين من اكتشاف تاريخ المنتخبات.

وتتنوع متاحف كرة القدم، فبعضها يشمل تاريخ اللعبة كاملة كمتحف الفيفا في زيوريخ، سويسرا. وبعضها يشمل تاريخ فريق كمتاحف ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتس ..الخ، أو منتخب بعينه كمتحف كرة القدم الاسكتلندي أقدم متحف لهذه الرياضة في العالم، وهناك ما يشمل مسيرة اللاعبين كمتحف بيليه في مدينة سانتوس، البرازيل. الذي يستعرض تفاصيل حياة هذا اللاعب الأسطوري وألقابه الرياضية.

أخيراً .. لم تعد كرة القدم اليوم مجرد لعبة أو تسلية يتشاغل بها الفتيان والشباب، بل هي اليوم ثقافة وحضارة وفن لا يقل أهمية عن باقي الفنون البشرية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟