
الموروث الشعبي.. بين سطوة النسيان ومباغتة الأجنبي.
بقلم: محمد عوض الله العمري
كبقية مناطق المملكة تزخر منطقة المدينة المنورة بكم هائل وجم غزير من الموروث الشعبي الذي يمثل إضافة كبيرة للمجتمع من الناحية الثقافية والاجتماعية والتاريخية.
وهنا سأتحدث عن الفنون الشعبية التي تفردت بها المنطقة والتي بدأ التراث الوافد يزاحم -وبسرعة عجيبة- على الوثوب لمكانها،
وإن كنت مقتنعًا بتمازج الثقافات وما ينتجه من إثراء ثقافي واجتماعي إلا إن الأصل أولى في التقديم والاهتمام.
لعل الجميع ممن يتذكر أو مارس تلك الفنون الشعبية الجميلة يشعر بأن الجيل الجديد من الشباب يكاد لا يعرف سوى لونًا أو لونين منها.
لماذا؟ رغم ما تحمله من قيم ورسائل جميلة سواء في الكلمات والأشعار أو الحركات والرقصات إضافة إلى إنعاش الذاكرة والنفس بشيءٍ من عبق الماضي الجميل.
بعضها قد توقفت ممارسته تمامًا وحتى مسماه بدأ يتلاشى، فلا يمر إلا اسمًا بين بعض المهتمين بين حين من الدهر وآخر. والبعض الآخر أو اللون الوحيد يمارس في بعض مناسبات الأفراح وما شابهها. فلماذا؟!
لن أسمي ولن أحدد، ولكن لديَّ تساؤلات..
–من يستطيع إعادة هذا الموروث والفلكلور الرائع وتنفيذه وحفظه؟ فالذاكرة التي لازالت تحفظه بدأت في الأفول.
-لماذا لا يقدم هذا الموروث بجميع أنواعه في المناسبات العامة (المناسبات الوطنية أو الأعياد)؟ من ضمن الأنشطة المصاحبة.
الأماكن متاحة، ومن لهم معرفة بكل فن منها متواجدون، فلماذا لا يتم التنسيق لمثل هذه المهرجانات لتكون بصمة تميز المنطقة؟
-ما الجهة الرسمية المخولة بإقامة هكذا مهرجانات؟
الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، أين دورها؟ الأمانة والمجلس البلدي كذلك أين مبادراتهم؟
نعم نحتاج مبادرة لحفظ الموروث الشعبي الحقيقي كي لا يتلاشى ويذهب مع الذاهبين الأولين الذين كانوا يمارسونه.
إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) أنموذجًا يجب أن يحتذى،فيكون مهرجان المنطقة أحد روافد هذا المهرجان الوطني المميز على المستوى العالمي