الدوام عن بُعد .. من المكتب للسرير

حنين للمكاتب الخشبية وغضب المدير وعقوبات التأخير  

حديث المدينة

لا أنكر أن العمل عن بُعد حكاية جديدة على المجتمع السعودي. فجميعنا تربّي – وظيفيا – على الركض صباحا للحاق ببصمة الدوام خوفا من عقوبات الحسم والتأخير. تربينا على الالتزام عشقا في العمل تارة وتجنبا لغضبة المدير تارة أخرى. تربينا على لغة المكاتب الخشبية الجميلة وقوانين الثماني ساعات – أكبر مدرسة لتعليم الالتزام الوظيفي –  ولكن جاءت كورونا لتغير المنظومة وتجعل مكاتبنا على بعد خطوات من أسرّة النوم بل أنستنا الملابس الرسمية للعمل واصبحت ملابس النوم هي اليونفورم الرسمي والمعتمد للعمل وغير العمل

هذه القراءة أنقلها من على لسان موظفين وموظفات أبدوا اشتياقهم البالغ للمكتب والبصمة وزحمة الطريق وعامل القهوة وسماع صرخات المدير والحسم من الراتب جراء التأخير ليس هذا فقط بل كرهوا الإجازات واستشعروا حقا – قيمة النشاط المهني داخل مؤسسات العمل.

قول للزمان .. ارجع يازمان .. أغنية اتفق عليها الكل وهم يتمنون زوال أزمة كورونا واستعادة الحياة لدورتها الطبيعية وحراكها الجميل داخل أماكن العمل.

كورونا قدّمت لنا صورة جديدة للشباب السعوديين ممن تم اتهامهم – كذبا – بحبّ الكسل والغياب .. هذه هي مرئياتهم الجميلة وقتما أجبرتهم أزمة كورونا على العمل من مكاتب البيوت وهذه هي أحلامهم نقلناها من أصواتهم بلا حذف منا أو إضافة.

ربما حرّكت كورونا مكاتب العمل الخشبية من داخل المؤسسات لتجعلها قريبة من أسرّة النوم ..ربما بدّلت شكل التوب الوظيفي الجميل وجعلته شبيها بملابس النوم ولكنها مع كل هذا صنعت أجمل فضائل الطموح والاشتياق ومدت جسور الحب بين الشباب والفتيات ومؤسسات العمل

قول للزمان ارجع يازمان .. أجمل أغاني العمل عن بُعد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟