الجودة في الحناكية

بقلم: أحمد  بن جزاء العوفي

من حق كل مستفيد من خدمة تُقدم له أن تكون مرضية وتلبي احتياجاته وترتقي لتطلعاته، والواجب على كل مقدم خدمة؛ أن يسعى جاهدًا لرضا المستفيد، ولا يُشترط أن يتحقق بنسبة 100% أو أن يكون الجميع راضيًا؛ فرضا الناس غاية لا تدرك، ولا يوجد عمل بلا أخطاء أو عيوب أو نقاط ضعف، ومن لا يعمل لا يخطئ، وهذا كله لا يتعارض مع السعي لـ “رضا المستفيد” وهو الوجه الحقيقي “للجودة” والذي يمكن الوصول إليه من خلال “الاهتمام بالتفاصيل”.
من هذا المنطلق سأطرح سؤالًا لكل مستفيد من الخدمات في محافظ الحناكية مواطنًا كان أم مقيم، ولكل مقدم خدمة فيها له علاقة بحياة المستفيد اليومية بدون تخصيص لجهة أو إدارة معينة بعموم يشمل حتى الجهات الخيرية.
ظالم لنفسه من ينكر ما شهدته المحافظة من تحسن في الخدمات بشكل عام، وإن كانت تتفاوت في مقدار هذا التحسن، ولكن هل وصل هذا التحسن إلى مرحلة “رضا المستفيد”؟ هل تُلبي تطلعاته واحتياجاته؟! أم لازالت دون المستوى المطلوب؟!! فعلى سبيل المثال لا الحصر، هل شوارعنا وطرقنا وحدائقنا مرضية؟! كذلك الرقابة على المطاعم ومحلات التجزئة ومراقبة الأسعار؟ هل الخدمات الصحية ترتقي للتطلعات؟ هل جميع التخصصات الطبية متوفرة؟ هل المختبر متكامل؟ هل خدمات الاتصالات والانترنت تتناسب مع مبالغ الباقات والاشتراكات؟ هل الجهات الخيرية تقوم بدورها على الوجه الذي يرضي المستفيدين؟! وهل.. وهل.. وهل ……. (فراغ أكمله أخي المستفيد بما تريد).
ليس صعبا قياس رضا المستفيد، فيمكن ذلك من خلال اللقاءات والاستبانات وبرامج التواصل وحتى الاتصال، والمستفيد يجب عليه أن يُقيّم الخدمة المقدمة له إن كانت لا ترضيه من خلال الإتصال أو مقابلة المسؤول، و أعتقد أن لكل جهة خدمية وسيلة يمكن ذلك من خلالها، فالسعي والوصول للجودة مهمة مشتركه بين المستفيد ومقدم الخدمة.
يقول المولى جلا وعلا “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” وجميعها تحث على الاهتمام بالتفاصيل، فبالإحسان يتحقق الإتقان وبهما يكون “الاهتمام بالتفاصيل”.
يقول ستيف جونز “الناس تحكم عليك من خلال أدائك، لذلك ركز على مخرجاتك، أجعل الجودة والإتقان هي مقياس أعمالك ولا تنظر إلى الكم ولكن إلى الكيف”.
ختاماً يقول وليم فوستر: “الجودة لا تأتى صدفة أبداً، فهي نتاج نوايا حسنة وجهد صادق وتوجيه ذكي وإخراج متمرس؛ فهي تمثل الاختيار الحكيم لبدائل متعددة “.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟