وطني الحبيب

بقلم : هاجر بنت محمد

كاتبة سعودية

@calligrapher_h.m

أيا وطنًا أَحْمِله بقلبي في حِلِّي.

وفي حَقائِب أسفاري عند ارتحالي

أيا وطنًا حيثما  يَممت وَجْهي

ألفيتك وِجْهَة قِبْلَّة صَلاتي

على الرغم من اتساع بحر أبجديات اللغة ، إلا أنها قد تضيق بنا، حين نشرع في الكتابة عنك ولك، أيها الوطن المقيم بقلوبنا .

ورغم الكم الغزير من القصائد ، التي نظمها شُعراء العرب القدماء والمعاصرين ليتغنوا بِحُب الأوطان ،

إلا أنني أجدني في حيرة من أمري، أيًّا منها استشهد به؛  كي أصف بِدقَةٍ مُتناهيةٍ، عمق وصدق الشعور تجاهك .

ولا غُرو في أن يكون المرء ، مَسْكُون بعشقِ موطنه الذي نشأ فيه ، فتنفس عذب أنفاسه ، واسْتَظَلَّ بغيمات خيراته النديّة ، وظَلَّ ينهل من نهر عطائه الجاريّ، منذ صغره حتى كبره .

أجل إنَّهُ الوطن،  الحُبَّ الكبير ، الذي جُبلنا عليه، فهو يُولد معنا منذ طفولتنا، ويكبر فينا كُلَّما كبرنا ، ولا يشيخ أبدًا .

فكيف إذا كان هذا الوطن ،حَظِّيَت أرضه بنعمةِ احتضان الحرمين الشريفين،  قِبْلَّة المسلمين ، في كل أرجاء هذا الكون ، وأَكْرَمَ الله حكامها الْكِرَام ، بخدمتها على مَرِّ الأزمان.

إنها المملكة العربية السعودية ، مملكة الخير والإنسانيَّة قولاً وفعلاً ، لطالما كان العمل الإنسانِّي ،جُزءاً من تاريخها ونَهجَها الذي سارت عليه ، مِنذُ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، إلى يومنا هذا،

وأسمى مثال على ذلك في عهدنا الحالي ، مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للإغاثة والأعمال الإنسانية.

ولم يكن خيرها محصوراً قط على أبناءها فقط ، بل كان ممتدًا إلى العالم أجمع دون استثناء ، لاسيما الدول العربيّة التي تجمعها بها أخوة الدين والعروبة .

ولها من المواقف المُشَرِّفَة ، مالا يُحصى تجاه شتى القضايا العربية والإسلامية ، وما تخلَّت يوماً عن دورها في مُساندتها للغير وبذل الخير ، ومناشدتها للسلام في كُلِّ مكان ، ولَعلَّ التاريخ خَير شاهدٍ، على وقفاتها النبيلة في كل زمان .

وطني الحبيب ، ونحن نسترجع الذكرى المجيدة  ، لذلك اليوم التاريخي الذي توحدت فيه  هذه البلاد العظيمة  على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله –  تحت مُسَمى المملكة العربيّة السعودية ، وعلت راية التوحيد تحت سماءها؛ لتخفق بالمجد والعز على مدى اثنان وتسعون عاماً،

سنهتف بِحُبِّك من الأعماق حُبًّا راسخًا ، ونرفع الخفاق شامخًا ؛ ليُعَانِق هام السُحُب فخرًا .

وطني الحبيب ،  لك جُلَّ مَعزتِي وبك اعتزازي  ، لك كُلَّ ولائي وإليك انتمائي ، ولك أصدق ابتهالاتي  بأن يكلؤك رَبَّ السماء بعنايته ، وأن يُديم عليك وعلينا نعمة الأمن والأمان ؛ لتبقى دومًا سباقًا للمجد والسُؤدد ، ونحو العلياء والارتقاء في كل الميادين .

ودام عزك يا وطني .

  

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟