لبنان غابت شمسك الذهبُ

قراءة: حديث المدينة

وقتما غنت فيروز لشمس الأوطان لم تكن تعني شمسا تُظلل الرؤوس وإنما أخرى تُصدّر للعقول دفء الحقيقة والصدق والموضوعية، كانت تُغني لشمس بلون الذهب تهابها السُحب وغمامات الكذب السوداء، واليوم غابت الشمس وخجلت فيروز بصوتها الطروب لتحل بديلا عنها حناجر البوم والغربان.

لبنان التي هرولنا بالأمس القريب لنيران مينائها المُحترق تحرق اليوم نفسها وهي تضع على مقاعدها الوزارية لصوصا يزيفون التاريخ ويسرقون الحقائق، ويصدّرون لأوطان الجوار أقراص الموت.

لبنان تغيّرت ليس بأمر الفقر بل لأنها أنكّرت الفضل ومنحت وزراءها إشارة خضراء كي يتجرأوا على الكبار-أوطانا وأشخاصا- منحتهم وجاهة الكرسي ونسيت أن تذكّرهم بأمانة التاريخ.

شربل وهبه الوزير “المعزول” -إن جاز لنا التعبير- الذي اختارته لبنان بالأمس ليكون لسان دبلوماسيتها الأنيقة، هو ذاته وهبه الذي يتبرأ الجميع اليوم من تصريحاته ويفر الكلّ من نصرته فرار الهاربين من الأجرب، بل تلاحقه لبنان ذاتها بأوصاف الغباء والتهوّر والجرأة والتطاول والجنوح.

شربل “القزم” لم يتخيّر خصما يُشاكله -حجما ووزنا- بل تطاول على الحقيقة في مسعى لتشويه التاريخ، تكلّم عن المملكة وطن المواقف صاحبة النصرة والفزعة لكل مكروب.

ما أشبهك أيها الشربل بطفل عبث بثقاب نار ولم يكتف بحرق ثوبه بل حرق وطنا كان في عيوننا كبيرا.

عذرا لصاحبة الصوت الطروب. الشمس غابت. لماذا غابت؟ ..اسألي الكاذبين

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟