
تمور المدينة من أرض ذات نخل
من سلسلة مقالات المدينة تاريخ يحكى
د. فؤاد المغامسي
الكاتب الباحث التاريخي
أرض ذات نخل هي طيبة الطيبة التي تغذي كل من يأتيها وأهلها من بساتينها التي هي سمتها وعرفت بإنتاجها لأجود أنواع التمور, والمسجد النبوي الشريف كان غذاء زائريه من بساتينها ومزارعها حتى أنه يذكر أن أنواع النخيل في المدينة المنورة حسب الكتب والمصادر التي تطرقت له تقرب عن مائة وتسعة وثلاثين نوعاً, وأما ما يذكره الناس فيتراوح ما بين ستين إلى سبعين نوعاً يعرفها الجميع, وأنواع أخرى متفرقة بين العرب, وتطرق الرحالة وكل من زار المدينة وأخذوا يروي حكايات أهلها إلا وتطرق لمزارعها وبساتينها الغناء وثمارها, ومن أنواع ثمار النخيل ومن أنواع تمر المدينة :
- الشلبي: ويصف بيرتون طريقة جمعه حيث يقول يجمع الشلبي وهو نوع من أنواع البلح في جلود أو صناديق اسطوانية مستوية مغطاة بالورق ويرسل منه هدايا من هذه التمور الشلبية إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي, وهي حلوة المذاق وله رائحة مميزة ويبلغ طول الثمرة بوصتين ونواته صغيرة وهو غالي السعر لأن النخلية الشلبية نادرة هذا عدا أنها ليست كثيرة الثمر.
- العجوة: تمر له قيمته عند أهل المدينة فقد ورد في السنة عن رسول الله r: “من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر” , وبسبب هذا الحديث أشار بيرتون بأنه لاحظ أن العجوة تأكل ولا تباع.
- الحلوة: البلحة من هذا النوع تتميز بكبر حجمها وترجع تسميتها كما ذكر بيرتون لفرط حلاوتها.
- البرني: الذي قيل عنه انه يطرد المرض, كذلك الصيحاني, الجبلي, نوع من الثمر شائع بين الناس في تلك الفترة, وأن أردأ الأنواع وأكثرها بؤساً هو اللوان والحلية ويبلغ سعر المد فيها 4 قروش و 7 قروش .
وقد ذكر المؤرخون ووثقوا أسماء بساتين المدينة وأذكر هنا أسماء بساتين قباء فقط والتي عدها أحدهم بثمانية وثلاثين بستان في قباء “وهي العباسية , القائم , القويم الكبير , قويم يرى , ام الطوب , العصبة الأولى والثانية , بلاد موسى أغا , التحسينية , البحر , الرزقية ,الوسيدية , حوسان , الصفية , قطع الطولة , بلاد رافد , بلاده , الجزع , الصندلية , الصوبيري , الحسنية , البجه , الرملية , السالمية , العريصة , المأوى بلاد القين , بئر شميلة , بلاد الأفغاني , المنشية , تحت الغلفة , الجعفرية وبها منهل العين الزرقاء , سوالة , البرزنجية المعروفة بنزهة الأحباب ,القيبات , اللفيتي , السرارة , الحبارة , الزاهدية بلاد الجبري”.