تاريخ التعليم السعودي في متحف

تكمن أهمية المتاحف دائماً في تغيير الحياة بشكل إيجابي لدى المجتمعات، لأنها تلهم الناس وتشجّعهم على التفكير أو الشعور بشكل مختلف. فالتجربة المتحفيّة أسلوب حياة، لأن المتاحف في الأساس هي مراكز فنّيّة وثقافيّة وتعليميّة تقدم فرصاً للتعلم المستمرّ.
وهذا ما لمسته في زيارتي الأسبوع الماضي لمدينة الرياض من خلال جولاتي المتعددة لمجموعة من المتاحف المتخصصة ، والتي شدني منها متحف قديم التعليم لمالكه الأستاذ علي المبيريك ، الذي أفنى جلّ عمره في تأسيس هذا المتحف العامر بأدواته التعليمية ، ليوثق لنا مراحل تاريخية مهمة من مسيرة التعليم السعودي.
وقد بدى واضحاً للعيان كمية الاخلاص والجهد المتقن الذي بذله مالك المتحف في جمع وتكوين مقتنياته وبرامجه وفعالياته. فتجده على سبيل المثال قد خصص دوراً كاملاً من منزله الخاص لانشاء المتحف معتمداً على عدة أساليب تصميمة وتعليمية بهدف جعل المتحف متاحاً لكافّة فئات وأفراد المجتمع.
المميز في المتحف تخصصه الدقيق في استعراض كافة المراحل التاريخية التي مر بها قطاع التعليم في السعودية منذ تأسيسه عام 1344هـ، سواء في المناهج الدراسية او الوسائل التعليمية والصور النادرة وحتى المنتجات الغذائية. والأجمل محاكاته لتلك الفترات بعدة وسائل مختلفة كالفصل الدراسي ووسائل النقل والملابس التعليمية. وما لفتني هو أنه المتحف الوحيد في السعودية في هذا المجال.
أخيراً .. تعمل مثل هذه المتاحف على توفير فرص للحوار بين الأجيال المختلفة من خلال ما تحتضنه من مقتنيات متنوعة تعكس الحضارات والعلوم والفنون المتنوعة. كذلك فانها تحفّز الزوار باختلاف فئاتهم واعمارهم على الانخراط في الحوارات الحضارية المشتركة كمنهج حياتي
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟