الضرب في طائرات المدينة حرام

بقلم: ماجد الصقيري

نائب رئيس التحرير

في اعتقادي أن شخصا يسرق مالك أخف ألما على النفس من طائرة تسلبك حقك وحق أسرتك في التمتع برحلة بالساعات، تعدك بالتجربة الجميلة ولا تفي، وبالرفاهية ولا تمنحك إياها، وبالراحة ولاتحققها لك بل تستبدلها بالقلق والضيق.
قصتي مع طائرة الخطوط السعودية بدأت في عند الساعة الواحدة تقريباً بعد منتصف ليل الثاني عشر من مارس حيث اخترتها في هذا التوقيت لتكون ناقل المتعة وشريك الرفاهية إلى العاصمة الرياض.

اخترت مقاعد درجة رجال الأعمال بمبلغ يتضاعف 3 مرات عن الفئة المالية للدرجة السياحية ظناً مني بأنها ستكون تجربة جميلة تُضاهي تجارب الرياض الأجمل ولكن !!!!
كانت الصدمات المتوالية على متن الطائرة التي ظننت أنها سوف تُحلق بي لسماء المتعة ولكن للأسف أولى الصدمات كان شكل الطائرة من الداخل فهي أشبه بسيارة قديمة تم استخدامها للسير مرة أخرى بعد ترميمها فالشكل الخارجي جميل ولكن ذلك الجمال لا تشاهده في الداخل .

تألمت على ذلك المبلغ الإضافي الذي دفعته من أجل التجربة المختلفة ولكن أجبرت نفسي على الصبر وتذكرت المثل ( ما باليد حيلة )
أقلعت الطائرة واستقرت في الجو فقررت أن أتابع فيلما أو برنامجاً على الشاشة بمقعدي ولكن للأسف ( الشاشة لا تعمل ) فقد تسبب خلل تقني قديم بإحالتها للتقاعد وطلبت من المُضيف أن يساعدني في إعادة الروح للشاشة ولكن محاولاته لم تنجح حتى عندما قام باعادة تشغيل النظام داخل الطائرة.

وعندها تذكرت مثلاً آخر “الضرب بالميت حرام ” فلا طائرة تُسعدك ولا شاشة تُسليك وفوق ذلك وذاك (ضاعت فلوسك ياصابر)  ولكن عزائي الوحيد هو أن الرياض بموسمها ومناطقها سوف تُنسيك ما حصل وبالفعل حصل ذلك فعالجت الرياض مرض طائرة الخطوط السعودية.

قررت العودة عبر الخطوط ذاتها للمدينة المنورة وهذه المرة حدثت نفسي بأن ما حصل في رحلة الذهاب لن يتكرر في رحلة العودة وان تلك المواقف لا تتكرر دوماً فقلت حينها لنمنح طائرة الخطوط السعودية فرصة أخرى فحجزت 4 مقاعد على درجة رجال الأعمال من مطار الملك خالد الدولي بالرياض متوجهاً لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة ..
الرحلة متأخرة والزمن قريب الساعة والنصف لذلك وجب الحذر ولكن يبدو أن رحلة الطائرة الثانية التي أقلعت عند الساعة 2.55 دقيقة صباح الاربعاء 16 مارس لم تختلف عن رحلة الثاني عشر من مارس فالطائرة تُعاني والشاشات الداخلية لا تعمل وما أشبه الليلة بالبارحة.

هذه تجربة من عشرات التجارب على متن الخطوط السعودية تحديداً تلك الطائرات التي تُقلع من مطار المدينة المنورة وكأنها موعودة بالطائرات القديمة التي أَكَلَ عليها الدهرُ وشَرِب ، كل تجربة من الطائرات التي تُقلع من المدينة المنورة تبدأ بـ ” أمل ” وتنتهي بـ ” ألم ” فمن يتذكر تلك الطائرات الأنيقة قبل أعوام ومعها الخدمة الجميلة وما صنعته من ذكريات رائعة لكل مسافر من المدينة المنورة تجعله يقول ( متى ترجع مثل ماكنت ياغالي ) وترجع تلك الطائرات التي تُشاهدها في مطارات السعودية المختلفة.

رسالتي الأخيرة للقائمين على الخطوط الجوية السعودية:

عند اختياركم لعبارة ( استمتع برحلتك معنا ) هل شاهدتم تلك الطائرات التي تصل المدينة المنورة وتطير منها بعد ذلك لمحطات مختلفة داخل السعودية وخارجها.
فالأفعال هي من تترجم الأقوال .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟