فانيا مبادي .. جاء ضيفا.. رحل عالما

تيزار

جاء من الهند إلى المدينة المنورة بهوية علمية وبخبرة سنوات طويلة رافق فيها اللغة العربية -حبا ودراسة، عمل أستاذا بالجامعة الإسلامية ليعلم أجيالا من غير الناطقين بالعربية، ويحمل «لغة الضاد» إلى لسان غير العارفين بمفاتيح جمالها.

سنوات طويلة قضاها العالم الهندي فانيا مبادي عبدالرحيم في المدينة المنورة، وتحديدا منذ عام ألف وثلاثمائة وتسعين، جعلته واحدا من أبنائها، عرف فضلها، تشرب خصالها، انغمس مع إنسانها، واختارها مسكنا؛ كما اتخذ من ترابها وسادة عند الرحيل.

ومع عشق فانيا مبادي اللغة العربية ومعرفته بكل مفاتيحها، إلا أنه كان يجيد عشر لغات -تحدثا وإلماما، الأمر الذي جعله قريبا من كل لهجات طلابه في الجامعة الإسلامية، وأهله للإشراف على قسم الترجمات في مجمع المصحف الشريف بالمدينة.

ترك العالم الهندي فانيا مبادي في المدينة المنورة أثرا علميا لا يغيب، وعلم طلابا من كل بلاد العالم أصول لغة القرآن (أعظم لغات الحياة)، قدم علما، وربح أجرا، وحاز دعاءً من كل لسان تعلم العربية على يديه.

ومع علومه التي شهد بأثرها الجميع، كانت أخلاقه وخصاله وحسن تعاملاته مع من حوله قلادة تزين رحلته، عاش في المدينة بأخلاق العالم، ورحل عن المدينة تاركا أجمل سيرة بين أوساط من عرفوه.

رحل فانيا مبادي عن الحياة، الأسبوع الماضي، ولكن بقي صدى صوته في قاعات الدرس، وأثر علومه على لسان طلابه، وعاشت خصاله «رحيق أدب» عند كل من عرفوه.

رحم الله العالم الهندي، أحب المدينة المنورة فأحبته، قدم لطلابها الوافدين عليها علما فربح منهم الدعاء أجرا غاليا.

فانيا مبادي.. في سطور

ماجستير في اللغة العربية من جامعة عليكرة بالهند
دكتوراه في أصول اللغة العربية من جامعة الأزهر
مدير شعبة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالجامعة الإسلامية
أستاذ مشارك بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية
مشرف بمركز الترجمات في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟