وقفات العمري . كتاب بلغة الحكمة

اعتمد ميزان " الملامسة "وانتصر للمعاني والدلالات

قراءة : حديث المدينة

لم يُبحر الدكتور فهد خصيوي العمري في كتابه الذي صدر مؤخرا بعنوان ” وقفات ” مع الآيات ومواقيت نزولها والأحاديث ومكانها وأبيات الشعر وقوافيها بل اكتفى بالتوقف أمام معاني ودلالات بعض الآيات والأحاديث والأشعار المنتقاة وقفة المُتأمل مٌوظفا إياها على حياتنا وتعاملاتنا حتى يمكننا أخذ العظة والعبرة منها.

وكان الكاتب قد أبدع في انتقاء مادته – آيات كانت أو أحاديث أو أشعارا واختارها وفق ميزان الملامسة ، فلم يتوقف إلا أمام ما يلامس حياتنا اليومية ونحتاجه في تعاملاتنا وكأنه يرسم للقارىء نهج الحياة بلغة بسيطة بعيدة عن التقعير والأوامر المباشرة.
ويأتي كتاب د. العمري ليقدم بين دفتي غلافه مزجا بين دلالات الآيات والأحاديث والأشعار والهمسات في محاولة قصد من ورائها الانتصار للمعاني أكثر من النصوص داعيا القراء لإستلهام دلالات النص قبل حفظه حتى يسهل اغتنام الفائدة.

وحرص الكاتب – إعمالا منه للمهنية – على الارتكاز على المصادر الموثقة عند ولوجه في دلالات ومعاني آية من الآيات أو حديث أو أبيات شعر قديمة احتراما منه لآراء من سبقوه ممن غاصوا في بحور المعاني وفازوا بما لم يفز به الكثيرون.

ويتميز كتاب ” وقفات ” بعدد من المزايا أبرزها قدرة الكتاب على البقاء والاستمرار طويلا على أرفف المكتبات وذلك لخروجه من دائرة الزمنية الذي تجعل أعمار الكتب مرهونة بالأحداث فقط بالإضافة إلى اللغة السهلة التي يحتاجها القراء -على اختلاف ثقافاتهم- ممن يحتاجون لمن يشير إليهم لمواضع الكنوز ويفتح لهم بوابة الإلهام.

ومع المزيّتين السابقتين يأتي الاختيار المدروس والذي يؤكد إبداع الكاتب وتميّزه الانتقائي وخبرته الاستباقية في معرفة ماذا يريد الناس ليقدم لهم مايريدون.

كتاب ” وقفات ” بقطعه المتوسط وصفحاته التي تزيد على أربعمائة وثلاثين صفحة يمثل إضافة للكتب التأملية التي لا يخوض بحرها إلا المتمكنون من أصحاب الرؤى الخاصة ممن يتجاوزون السطر إلى ما وراء السطر ويفتشون على المعاني المخبوءة وراء كل كلمة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟