
إحصائيات مرعبة عن سوء التهوية المنزلية
بقلم الناشط البيئي: الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني
توضح آخر البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن 9 من أصل 10 أشخاص يستنشقون هواءً يعج بالملوثات.
كما تكشف أحدث التقديرات عن ارتفاع مخيف في عدد الوفيات بفعل كل من التلوث المحيط (الخارجي) والمنزلي (الداخلي) بلغت 7 ملايين نسمة سنوياً. ويتجاوز عدد لا بأس به من المدن الضخمة المعدلات الاسترشادية لجودة الهواء التي وضعتها منظمة الصحة العالمية بما يفوق خمسة أضعافها وهو الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على صحة الناس.
وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية في دارسة قامت بها على الصين الذي يمثل ثلث سكان العالم حيث ذكرت أنه يموت حوالي 500 ألف شخص من التلوث الداخلي بينما في المقابل يموت حوالي 200 ألف شخص من التلوث الخارجي والسبب سوء التهوية.
ويسبّب تلوّث الهواء الداخلي 3.8 مليون حالة وفاة في العالم سنوياً بأمراض مثل السكتة الدماغيّة وسرطان الرئة.
وأكدت الدراسة التي أجراها خبراء بريطانيون، أنَّ تلوث الهواء في المنازل، يُعرّض الناس لخطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان فضلاً عن مشاكل في التنفس، مشيرة إلى أنَّ متلازمة المنزل السامة تسيطر على حوالي 15.3 مليون منزل في المملكة المتحدة.
وحذر العلماء من أن الغسيل وطهي العشاء يعرض العائلات لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الرئة والربو، مشيرين إلى أنَّ السعال والعين المدمعة والدوخة والعطس والشعور بالتعب والمعاناة من الصداع من أبرز العلامات المشتركة لسوء نوعية الهواء في الأماكن المغلقة.
وتقدر الدراسة بأنَّ تلوث الهواء في الأماكن المغلقة يمكن أن يسهم في إحداث حوالي 128.666 حالة وفاة في المملكة المتحدة كل عام مشيرين إلى أنَّ 57% من العبء الكلي تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية، و23% بسرطان الرئة، و12% بالربو، وترتبط الـ 8% المتبقية بحالة الجهاز التنفسي.
يمكن أن يكون تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة بسبب مخلوقات حية (البكتريا والفطريات) يكون السبب الرئيسي للعفن في المنزل هو الرطوبة العالية إذا تركت الماء دون مسح في منزلك، أو إذا تركت الأسطح رطبة، فيمكن أن تصبح هذه الأسطح بيئة مناسبة لتكاثر العفن. وتوصي وكالة حماية البيئة أن تبقي منزلك في رطوبة نسبيّة من 30٪ إلى 50٪ لتجنّب مثل هذه المشاكل.
وذكر تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة
ويضر تلوث الهواء المنزلي بشكل خاص النساء والأطفال بسبب أدوارهم المنزلية التقليدية في العديد من الثقافات. وتحدث حوالي 60 في المائة من الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء في المنازل على مستوى العالم بين النساء والأطفال، وأكثر من نصف الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي لدى الأطفال دون سن الخامسة يمكن أن تعزى إلى تلوث الهواء الداخلي.
ويقدر الباحثون أن كل واحداً من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العامين في أميركا يحصل يوميا على 110 نانو جرام من مركب البنزوبيرين وهو ما يعادل تدخين ثلاثة سجائر يوميا··
وان استخدام المكنسة الكهربائية على السجاد والموكيت في البيئة المغلقة فبعض التنظيف يستنشق الطفل الذي يحبو ما يعادل سيجارة، وأن استخدام المواد المنظفة والمعطرة والمبيدات الحشرية وغيرها من المواد الأخرى المستخدمة في المنزل· كذلك المواد الكيماوية الضارة في دخان السجائر تجعلنا معرضين لعوامل التلوث السامة داخل منازلنا بنسبة تزيد خمسين ضعفا عما نتعرض له في الأجواء الخارجية·
وتتعدد أسباب تلوث الهواء داخل المباني بشكل عام والمنازل بشكل خاص، ومن ضمنة هذه الأسباب تراكم الغبار ووجود العديد من المواد الكيميائية المتطايرة والمنبعثة من العطور أو من روائح مواد التنظيف المختلفة، بعض الملوثات الأخرى تظهر بسبب شراء أثاث جديد أو سجاد أو القيام بدهان المبنى سواء المنزل أو غيره. ومما يزيد من أخطار هذا التلوث سوء التهوية بشكل عام كما ذكرنا سابقاً.
وكما أوصت منظمة الصحة العالمية خاصة في الوقت الحالي بسبب جانحة كورونا وبشدة من تهوية المنزل بأقل تقدير مرتين إلى ثلاث مرات.
فصحتنا من صحة بيئتنا