
شجعوهم على زيارة المتاحف!!
بقلم: حسان طاهر
من خلال مشاهداتي للرحلات المدرسية التي تأتي لزيارتنا في المتحف بين الفينة والأخرى, كان دائماً ما يلفتني تفاعل الطلاب وحماسهم مع شرح المرشد المتحفي لبعض القطع النادرة داخل المتحف, واسالتهم الغير متوقعة للمعروضات والقصة المروية .
في احد الأيام لفت انتباهي رحلة خاصة لإحدى مدارس أطفال الصفوف الأولية, فقد كان كل طفل منهم يسجل ملاحظاته في ورقة بعد انتهاء الجولة. سألت المشرفة عليهم في الرحلة عن هذه البادرة, فقالت ان إدارة المدرسة تطلب من كل تلميذ أن يسجل اجابته الخاصة للسؤال المطروح من المعلم قبل بداية الرحلة, وتكون الإجابة من خلال ما استمده من معلومات خلال الجولة المتحفية, وهذه الإجابات مربوطة بجوائز تحفيزية.
لا يزال مشهد التلاميذ في تلك الرحلة راسخا في ذهني، وأراه أحد أفضل طرق التربية والتعليم وسط هؤلاء الأطفال. أضف الى ذلك ترسيخ الانتماء الوطني من خلال معرفة وتوثيق التاريخ الكبير لهذا البلد المبارك.
ان ترسيخ الانتماء أمر في غاية الأهمية، خصوصا لهذه الفئة من الأعمار, وأرى ان إحدى أهم طرق تعميق الانتماء خصوصا بين الأطفال والشباب، زيارة المتاحف لمعرفة تاريخ بلادهم جيداً، ومدى عمقها الحضاري والإسلامي, وكيف ورثوا عن أجدادهم حضارة إنسانية عظيمة جعلتهم محط أنظار الجميع.
زيارة المتاحف قد تبدو غريبة لبعض الطلاب، خصوصا الأطفال، لكن دور المدرسة والمنزل مهم في اقناع الأطفال وتشجيعهم على ضرورة زيارة المتاحف. كما للمتاحف دور مهم أيضا في تحبيبهم للزيارة وتشجيعهم في التعرف على تاريخ عظمة هذه البلاد والأدوار التي قام بها الأجداد.
أخيراً .. نحتاج إلى افكار مبدعة وخلاقة لتشجيع الشباب على زيارة المتاحف والاهتمام بالتاريخ.
مثل هذه الأفكار تستحق الإشادة والدعم والتقدير, وتجعل جيلنا الحالي من خلال زيارته للمتاحف أن يعيد اكتشاف حضارة بلاده الضاربة في أعماق التاريخ الإنساني.