“البصمة” الزراعية للمدينة

بقلم: محمد عوض الله العمري

لمنتوجات المدينة المنورة الزراعية خصوصية وعلاقة وثيقة بالناس بمختلف مواطنهم ومشاربهم، حيث التربة الخصبة والمُباركة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكثير من المحاصيل الزراعية كـ “عجوة المدينة” التي لها الشأن الأكبر في نفوس المسلمين لما ورد في فضلها من أحاديث نبوية شريفة وأصبحت علامة تجارية في جميع أنحاء العالم.

هذا الارتباط يعني تفردها عن غيرها بمواصفات خاصة وجودة متميزة، جعلت المستهلك يبحث عنها ويفضلها في الأكل والإهداء والتجارة كذلك.

وللمدينة أيضاً علامات تجارية أخرى غير العجوة كالنعناع المديني والورد المديني والتين المديني والعديد من المنتوجات الزراعية الأخرى التي اقترنت أسماؤها بالمدينة.

والمُتابع للنشاط التجاري يُلاحظ بشكل واضح أن الدور التسويقي الأكبر لتنمية هذا القطاع هم المزارعون أنفسهم والذين تختلف توجهاتهم ونظرتهم في الزراعة بين الكم والكيف، والهدف من الاستثمار كالربح أو الهواية وغير ذلك.

وللمحافظة على هذه الخصوصية والتفرد فلابُد من العمل والحرص على استمرارية تميّز المُنتج ومنحه “البصمة” الزراعية التي اكتسبها مجانًا وبشكل طبيعي وهو مطلب المُستهلك محليًا وخارجيًا وبُغيته، وذلك يإنشاء مركز أبحاث زراعي خاص بالزراعة بمنطقة المدينة المنورة يقوم بالدراسات العلمية والمعملية والأبحاث الميدانية لجميع منتجاتها الزراعية وليس فقط التمور، بهدف معرفة الخصائص الطبيعية للمنتجات والمحافظة عليها وتطويرها قبل أن تفقد خصوصيتها وتميزها مع مرور الزمن وتعاقب المزارعين.

وما تقوم به وزارة البيئة والزراعة والمياه والجمعيات التعاونية الزراعية في توعية وإرشاد وتوفير احتياجات المزارعين رغم أنها كبيرة لكنها غير كافية لتحقيق هدف تطوير مفهوم “البصمة الزراعية” بما يُساهم في دعم تسويق المُنتجات.

فرصة المحافظة على البصمة الزراعية والعلامة التجارية للمنتج المديني بشكل رسمي كبيرة ويجب أن تُستغل وتتطور للمحافظة على هوية المنتج الزراعي وحمايته من تداخل المنتوجات الأخرى مع مسماه وهويته، وهو أمر غير سهل ويحتاج لجهود أكبر من تركها لاجتهادات فردية.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟