سبح المدينة .. فنون من الحبّة للكركوشة

تقرير : حديث المدينة

 على أرصفة وبسطات “مركزية المدينة المنورة”تسعة وتسعون حبّة تنتظر الزوار وتنادي المشترين، بضاعة متراصة بأشكال وألوان متباينة أخذت مكانها جوار أشرف البقاع. يشتريها الزوار لتعينهم على الذكر والتسبيح ويقتيها آخرون من باب التبرّك بالمكان، الأكثرية لاتسأل عن الصانع ومن أى وطن جاءت ؟ هل صٌنعت محليّا أم تم استيرادها من بلدان أخرى؟

ومع تميّز كل الأوطان – عربية وغيرها – في فن صناعة السبح كالصين ومصر و ماليزيا والهند واستحواذ بضاعتها على مساحة كبيرة من “بسطات المركزية” وتباين أنواعها  من الكوك والخرز والصندل والزعفران والعقيق والكهرمان والعاج والمرجان والأحجار الكريمة ومزاحمة التقنيات أيضا لهذا الفن من خلال السبح الالكترونية يبقى للمدينة المنورة مع ” السبحة ” حكاية تفرّد ربما تأخرت سنوات ولكنها سبقت الكل .

” صنع في المدينة المنورة ” علامة جودة تجدها على كثير من السبح التي صنعت بأنامل الأسر المنتجة بدءا من الخيط والحبّات وانتهاء بالكركوشة .ومع جمال الشكل يبقى الاختلاف والابتكار حيث عمدت الفتيات على صناعة سبح برائحة تراب المدينة الذي يتم استجلابه من جبل أحد وغيرها من المسك  والزعفران والنعناع المديني والبن.

فكرة غير مسبوقة أدارت عيون الزوار – حجاجا ومعتمرين-  ممن يفدون إلى المدينة بالملايين كل عام  لشراء ” سبح التراب والمسك والنعناع.

ولأنها أفكار إبتكارية بأنامل نساء المدينة فازت-سريعا- بعلامة الجودة التي لايحصل عليها  أي منتج مهما بلغت جودته إلا أن يكون قد صُنع في المدينة المنورة- وفقا لنماء المنورة.

عصر الصناعة المدينية لايبدأ بصناعة قطار أوطائرة أو حاسوب بل بسبحة بسيطة تسافر إلى العالم وتعيش في كل بيت مكتوبا عليها اسم المدينة المنورة .

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟