محترفو دورينا ..قيمة مالية تفوق الجدوى الفنية

مرحلة جديدة نعيشها مع دورينا السعودي للمحترفين، اكتملت بوادرها بالشراكة بين شركة «روشن» المطور العقاري الوطني،  ورابطة الدوري السعودي للمحترفين، وبمسمى «دوري روشن السعودي».

كما أن استراتيجية دعم الأندية، والتي تأتي ضمن مبادرة الحوكمة لدعم الأندية ماليا للموسم الرياضي الحالي، والتي تعنى بأندية دوري روشن السعودي للمحترفين، ودوري يلو لأندية الدرجة الأولى، جاءت سعيا لتحقيق المعايير المالية والإدارية التي تؤهل تلك الأندية للدعم، ونشهد -بلا شك- تميزا لافتا ومتمما لمتطلبات الاستراتيجية لأندية منها: الهلال والشباب والنصر والاتفاق وغيرها، والتي نجحت إداراتها في العمل وفق استراتيجية محترفة، وضمن إطار مؤسسي.

وعند الحديث عن نظام الاحتراف، هذه الحيلة التسويقية التي أضافت قيمة للمنافسة، وأصبحت موردا هاما لرفع القيمة السوقية للأندية، بقدر ما لديها من محترفين من أصحاب المستوى العالي.

وإلى عهد قريب، كان دورينا يشهد تراجعا في استقطاب المحترفين الأجانب المؤثرين فنيا من خلال الأداء، وتحقيق أحلام الجماهير المحبة لهذا النادي أو ذاك، ولكن -للأمانة- ومع زيادة عدد اللاعبين المحترفين في دورينا الذي صاحبه التطبيق الفعلي لاستراتيجية الحوكمة، أصبحنا نشاهد محترفين أجانب في جميع الأندية بمستويات وأداء متميز، ولم نعد نسمع أسطوانة مستويات اللاعبين المحترفين الأجانب الفنية أقل من مستوى اللاعب المحلي.

ومع ذلك، وبسبب تفاوت العمل الإداري في بعض الأندية، والذي ينعكس أيضا على فشل مسؤولي الاحتراف لديهم في التعاقد مع لاعبين محترفين يمثلون إضافة لأنديتهم وإن تفوقوا فنيا على اللاعب المحلي، وعلى جانب آخر تعيش إدارات بعض الأندية دوامة التغيير المستمر وإلغاء العقود وعدم منح المحترف الوقت اللازم للتكيف مع الفريق وإثبات حضوره المؤثر، وبين البيع والإعارة وجلسات التراضي تبدأ رحلة المحترفين الشاقة من محليين وأجانب.

كما أن التعاقد مع المحترفين الأجانب لدى بعض الأندية، بفلسفة التدخلات الإدارية والفزعات والتواصي بعيدا عن الآراء الفنية، يسهم بشكل كبير في فشل أغلب الصفقات، وبالتالي هدر مالي وتخبط إداري.

أما ما يتعلق بالمحترفين السعوديين فما زالت التجربة تحتاج للمزيد من الوقت للحكم على نجاحها؛ كونها تراوح في المكان، وباختصار فهي لا تتعدى للمتابع من جهة اللاعب التقيد بالحصص التدريبية وبرامج التغذية، بينما يكتفي النادي بتوفير السكن الراقي والسيارة الفارهة والمخصصات المالية لهذا النجم المدلل.

ومع توجهات الاتحاد السعودي لكرة القدم نحو زيادة عدد الأندية المشاركة في دوري المحترفين للموسم القادم إلى 18 فريقا، مع رفع عدد اللاعبين الأجانب إلى 8 لاعبين محترفين، على أن تضم قائمة المباراة 7 منهم بحد أقصى، فيما يسمح للأندية بدءًا من موسم 2023-2024 بإشراك كامل عدد اللاعبين غير السعوديين في المباراة، مع كل ذلك تتضح بوادر تحرك ترسم ملامح وخطى التطوير نحو الرفع من مستوى وقيمة الدوري، وخلال الموسم الحالي يلمس الجميع ما أضافه استقطاب الدون العالمي كريستيانو رونالدو من اهتمام منقطع النظير لدوري روشن السعودي.

ولا حديث ومتابعات في الساحة الرياضية عن سواه عبر حساباته السوشليه المليونية، فيما يترقب الجميع إطلالته الثانية عندما يلتقي النصر المتصدر بخصمه العنيد الاتحاد.

ختاما.. هل تتفقون بأن القيمة المالية للمحترفين الأجانب في دورينا أعلى من قيمتهم الفنية، أرجو قياس تلك القيمة وإسقاطها على أنديتكم، وستجدون الجواب الشافي لا محالة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟